اللهم ارفع مقتك وغضبك عن مصر وأهل مصر.. واحمها من تجاوزات وجرائم وانفلات الذين اصبحوا عملاء للانحطاط الاخلاقي وانعدام الضمير والعداء لأمن مصر واستقرارها. يارب.. ساعدنا علي ان يستعيد المارقون والكارهون.. عقولهم وان يستغفروك علي ما يرتكبون من جرائم تستهدف استكمال عملية تخريب وطننا .. مصر. انني وأمام تواصل الكوارث علي مصرنا الحبيبة لا أملك سوي هذا الدعاء الذي دفعني إليه آلام إعتصرتني وحزن وآسي تملكاني . متابعتي لهذه الممارسات الهمجية المؤسفة التي كان استاد بورسعيد المرتبط اسمها بمعارك مصر الوطنية.. ساحة لها. لا أحد كان يمكن ان يتصور وصول المذبحة التي جرت هناك الي هذا العدد الهائل من الضحايا.. »47 قتيلا و842 مصابا« من مشجعي كرة القدم الأبرياء وهو ما يمكن توصيفه بأنه يفوق محصلة معركة عسكرية كبيرة. لقد كنت ضمن المنادين كتابة باستئناف مباريات الدوري العام علي اساس ان مثل هذه الخطوة تدخل في اطار الرغبة في استعادة مصر لتوازنها وحضاراتها في ظل ثورة 52 يناير التي استهدفت اصلاح وتغيير مصر وصولا الي تقدمها ونهضتها وليس نكستها.. كان هدفي مع الذين أيدوا هذا الاتجاه هو طمأنة الشعب والعالم كله باستقرار الأوضاع اضافة الي اتاحة الفرصة امام الملايين من محبي رياضة كرة القدم للاستمتاع بهوايتهم من خلال روح رياضية حقيقية يمكن ان تسود حياتنا وسلوكياتنا في كل المجالات. يبدو مما حدث ان المتربصين بمصر كان لهم رأي آخر يقوم علي استثمار هذه المهرجانات الرياضية لضرب الأمن والاستقرار والعمل علي حرمان هذه الملايين من هذه المتعة وتعميق جروح الشعب المصري. هذا التوجه لم يستهدف النشاط الرياضي بالأخص مباريات كرة القدم وانما شمل كل مجالات الحياة وكل مصادر الموارد التي تعتمد عليها الموازنة المالية . يدخل في ذلك تعطيل المصانع واجهزة الخدمات والسياحة. ان وحشيتهم وعدوانيتهم كانتا وراء العداء للصالح الوطني لمصر تجاوبا مع متطلبات غير وطنية وبما لا يتوافق مع طبيعة الشعب المصري. أن سلوكيات هذه الفئة تستهدف خدمة مخططات لا تريد الخير لمصر. وبالتالي فلا تفسير لهذا المخطط سوي انه يستهدف اسقاط دولة مصر. ان ما يثير الشكوك ان تأتي احداث بورسعيد المأساوية بعد اطلاق حكم مباراة فريقي الاهلي والمصري والتي انتهت بفوز الفريق البورسعيدي 3/1. انها ولا جدال تعد هزيمة ثقيلة لفريق الاهلي الذي يعد أعظم واكبر الفرق المصرية علي المستوي المحلي والاقليمي والدولي؟ . هنا يثور السؤال: وماذا كان يمكن ان يحدث لو ان الاهلي هو الذي حقق الفوز؟ الاجابة الطبيعية عن هذا السؤال تقودنا الي التأكيد علي ان ما حدث لا علاقة له بالفوز أو الهزيمة في المباراة وان هدفه الحقيقي هو ضرب استقرار مصر وتكريس حالة الفوضي والانفلات السائدة!! ومن خلال متابعتي للسلوك الشرطي في أحداث استاد بورسعيد استطيع ان اقول ان رجال الشرطة مازالوا يعانون من العقدة النفسية التي أصابتهم بعد مطاردتهم بالاتهامات والاهانات اضافة الي التهديدات بإمكانية تقديمهم الي المحاكمة في حالة اللجوء لاستخدام القوة والحسم بسوء نية أو حسن نية.. دفاعا عن هيبة الدولة أو دفاعا عن النفس أو تجاوبا مع سوء التوجيه والقرار. في هذا الاطار ونتيجة لفداحة الجريمة التي تعرضت لها مصر في بورسعيد الباسلة.. فقد اثار اهتمامي اعلان استقالة المحافظ ومدير الامن والتي أراها خطوة ايجابية وان كان ذلك لن يعفيهما من المحاسبة اذا ما كشفت التحقيقات عن أي تقصير. من المؤكد ان المخططين والمنفذين لمذبحة بورسعيد استهدفوا تخريب مصر في اطار خطتهم الشيطانية لاسقاط دولتها وتشويه صورتها علي المستوي المحلي والدولي.. ان هذا التحرك جزء من حالة الضياع التي نعيشها.. والتي تعد كل حلقاتها وليدة عدم الحسم والحزم منذ البداية في مواجهة التآمر علي مصر والثورة . ان ما يدور علي مشهد منا جميعا هو تعظيم للانحطاط الذي شمل كل شيء وآخرها الرياضة وحياة المواطنين الأبرياء.