أول أمس ابديت تخوفي من سعي الأخوان المسلمين وحرصهم الشديد للسيطرة علي ملف التعليم في مصر، فحدث ما هو أكثر سوءا.. في تشكيل اللجان بمجلس الشعب، حصد السلفيون لجنتي التعليم والبحث العلمي، وتم اختيار د. شعبان عبد العليم (حزب النور) السلفي مقررا، واختيار جابر الجهلان حزب (البناء والتنمية) الذراع السياسي للجماعة الأسلامية، أمينا للسر!! يعني الدنيا اسودت تماما، زادت المخاوف واتسعت بصورة تهدد العقل المصري، وتهدد الاستقرار وتهدد الحاضر والمستقبل أيضا، فالخوف كل الخوف من تدخل التيارات الدينية بانحيازاتها الحادة والمتطرفة في المناهج التعليمية، وفي عقول ابنائنا خاصة في المراحل التعليمية الأولي، أو في تحويل المدارس، الي مدارس اسلامية، أو مدارس إخوانية ، والتي زاد انتشارها عبر مسميات مختلفة (الرحمة)، (النور )، (التقوي)، ( الفردوس) تماما كالقنوات الفضائية الدينية في دورها ووظيفتها!! الخوف من تدخل الأيدلوجيا الدينية في البحث العلمي، وفي المناهج الدراسية، وحصص الدرس، هو نفسه الخوف علي حرية البحث العلمي، ومستقبل التعليم وتطوره.
خطورة سيطرة تيار الأسلام السياسي علي التعليم، ليس فقط الترويج لأفكار متطرفة متزمتة، أو أفكار بعينها دون آخري، لكن أيضا منهجية في الأقصاء (لا أحد غيرهم) تلك الأحادية في الفكر، وفي طريقة النظر الي الأمور ، ورفض الحوار، هي تكريس للتطرف والهيمنة.