بعد ثورة يوليو 2591 تأسست في عام 7591 الجمعية الافريقية وهذا دليل علي اهتمام مصر بقضايا وهموم القارة الأفريقية.. وكان الدكتور بطرس بطرس غالي رئيسا لهذه الجمعية في فترة.. واستطاع خلال رئاسته للجمعية ان يُفعل نشاط الجمعية ويشكل مجموعة الضغط لاستصدار قرار من الأممالمتحدة وعقوبات من مجلس الأمن ضد حكومة بريتوريا لوقف الحكم العنصري بدول الجنوب الافريقي وتم الافراج في عام 0991 عن الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا وآخرين. وللجمعية الأفريقية دور تاريخي لدعم نضال الدول الافريقية واحتضنت مصر علي ارضها حركات التحرير الافريقية للوصول إلي الاستقلال واحتضنت الجمعية الافريقية 83 حركة تحرير افريقية في مختلف دول القارة حتي نالت الدول الافريقية استقلالها وحصلت علي حريتها وعملت الجمعية الافريقية بالقاهرة علي تنمية دول افريقيا ونقل الخبرات وتفعيل التجارة البينية وتذليل المعوقات التي تواجهها في النقل والمواصلات. ولكن للآسف فقدنا الاهتمام بدول افريقيا واحتلت دول أخري دورنا الافريقي.. ونسينا دول منبع النيل التي تحتاج إلي المعونة والتعاون والانقاذ من المجاعة ولابد من الرعاية الصحية والتعليمية. وغدا الثلاثاء 52 مايو يتم الاحتفال بيوم افريقيا وسط موقف صعب بعد ان وقعت 5 دول من دول حوض النيل اتفاقية عنتيبي باوغندا.. وتمثل نوعا من الضغط علي مصر لكي تترك المفاوضات الخاصة بالحصول علي حقها العادل من مياه نهر النيل.. رغم ان دول حوض النيل لا تعاني من ندرة المياه ولكنها ارادت ان تلوح بأهمية المياه باعتبارها مكونا أساسيا للحياة علي الارض ولحث مصر والدول الغنية علي الاستثمار في أراضيها بشكل أفضل وأكبر. ولابد لمصر من استخدام الكروت الذكية الاستراتيجية في التفاوض وطلب وقف المشروعات المائية والمشروعات المقترحة من الدول الأجنبية لتقام علي نهر النيل.. مصر مازالت تقدم الدعم للدول الافريقية وهناك خبراء مصريون وبعثات تعليمية وطبية وزراعية وخبراء في الري وكل هذا بتمويل مصري وهناك مشروع مصري في اوغندا لتطهير منابع نهر النيل من ورد النيل الذي يتسبب في اهدار كميات كبيرة من المياه ويعوق النقل النهري، كما انشأت أول صندوق استثمار افريقي عام 0102 برأسمال 5.1 مليار دولار للمساهمة في قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي ولتأمين احتياجات الدول الافريقية من الغذاء. وكانت سياسة مصر مع الدول الافريقية هي استبدال النزاعات بالتنمية وتغليب مصالح الشعوب وتحقيق الاستقرار وكل هذا يحقق دورا لمصر كشقيقة كبري في افريقيا تمتلك الخبرة. وقضية المياه أمن قومي لمصر وكوب الماء يساوي حياة.. ولابد ان تتفهم دول المنبع أن مصر لها حقها في حصة عادلة من المياه دون ضغط أو مساومات غير مشروعة.. وان تكون كل هذه المناوشات سحابة صيف وتعدي!!