سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراسلو صحف العالم يواصلون رصد خروج المصريين في ذگري ثورتهم : وول ستريت جورنال : كل المصريين خرجوا وحتي الإخوان ظهروا بالميدان و" جارديان ": الثورات الشعبية أفضل سبيل للإطاحة بالنظم القمعية ومصر الدليل
احتلت مصر الصدارة في تغطية الصحف العالمية لأحداث العالم . لليوم الثاني علي التوالي ، أفردت الصحف عبر شبكة مراسليها بمصر وكتابها ومعلقيها وحتي افتتاحياتها مساحات كبيرة لخروج المصريين إلي الميادين والشوارع في ذكري الثورة . وكان أبرز ما اجتمعت عليه جميعها هو مرور اليوم بسلام ، ودون إراقة دماء ،كما كان يخشي الجميع .وحاول مراسلو الصحف من داخل ميدان التحرير استطلاع رأي المصريين المشاركين ، وما إذا كان المشهد احتفال بثورة أم تجديد لثورة لم تكتمل بعد. " مصر بعد سنة من ثورتها لا تزال تعيش أجواء الثورة " .. هكذا علقت صحيفة " إندبندنت " البريطانية أمس علي خروج المصريين لإحياء ذكري 25 يناير . ومن خلال مراسلها بالقاهرة ، تجولت " إندبندنت " داخل ميدان التحرير واستطلعت آراء عدد من المعتصمين والمشاركين ، وقالت إن الشعور السائد هو عدم الثقة في المستقبل ، في ضوء استمرار نظام مبارك علي حد قولهم دون تغيير ملحوظ ، يشير إلي أنه كانت هناك ثورة. وقالت الصحيفة إن عدم القصاص لأرواح الشهداء لا يزال حائلا دون فض الميدان . ونقلت " إندبندنت " عن طالبة علوم سياسية جامعية قولها : "حسني مبارك كان وجه النظام ، وحتي الآن نحن لا نواجه الوجه فقط ، ولكننا نواجه النظام بأكمله " . وقالت الصحيفة إن هناك المئات الذين تجمعوا بميدان التحرير في ذكري 25 يناير يشاركون هذا الموقف الذي عبرت عنه . أما صحيفة " جارديان " البريطانية فقالت في تقرير لمراسلها جاك شينكر إن الحشود التي تدفقت إلي قلب الميادين بالقاهرة والمحافظات الأخري في هذه الذكري تؤكد أنه بعد 365 يوما مرت علي الثورة ، فإن الهوة لا تزال واسعة جدا بين الآمال التي راودت من قاموا بالثورة قبل عام ، وما تحقق بالفعل علي الأرض. وفي تقرير آخر بمناسبة ذكري الثورة المصرية ، قالت " جارديان ": إن الثورات الشعبية هي السبيل الأفضل للإطاحة بالنظم "البالية " و"القمعية" في دول الشرق الأوسط واستبدالها بنظم منتخبة وشرعية علي غرار ما حدث في مصر وتونس. وذكرت الصحيفة أن أفضل ما أفرزته تطورات الأحداث في تونس ومصر هي أن فكرة الغزو العسكري الأجنبي بحجة إعادة النظام في تلك الدول "فكرة غير سديدة"، حيث إنه يخلق حالة مستدامة من "الفوضي وعدم الاستقرار" أكثر من تمهيده الطريق أمام تغيير منظم، مشيرة إلي أنه بالنظر لما حدث في مصر وسوريا والعراق، يظهر حجم الضرر الذي أحدثه التدخل الخارجي علي عكس الشرعية التي تأتي بها الثورات الشعبية. ولفتت إلي أنه علي الرغم من اتخاذ مجريات الأحداث في كل من القاهرة ودمشق مسارات سياسية مختلفة في بداية هذا الأسبوع ، حيث احتفي المصريون منذ أيام بأول برلمان مصري بعد ثورة 25 يناير، فيما تشهد سوريا صحوة شعبية تدعو الجامعة العربية إلي اتخاذ قرار للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة وحدة وطنية للاشراف علي انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.. غير أن الاختلافات الحادة بين الحالتين إنما تعكس مسارين مختلفين يلائمان الحالة والطبيعة الفردية الخاصة لكل من البلدين يسيران نحو هدف واحد في نهاية المطاف وهو الإطاحة بأنظمة "بالية فقدت شرعيتها" والتحول نحو مسار التغيير وفقا للرغبة والإرادة الشعبية. وقالت الصحيفة "إنه حال مقارنة كلتا الحالتين بما حدث في العراق، وعلي الرغم من تشابه الأوضاع بين الحالات الثلاثة، حيث عاني العراق علي مدي عقود طويلة من وطأة نظام مستبد تحت قيادة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، غير أن الإطاحة بنظام صدام حسين أتت بعد الغزو الأمريكي عام 2003? ليترك العراق اليوم بعد ذلك هشًا ومقسمًا وغارقًا في بحر من أعمال العنف المتزايدة". أما صحيفة " فاينانشيال تايمز " فتطرقت إلي المسيرات الكبيرة التي شهدتها القاهرة في هذه الذكري . وقالت إن مئات الآلاف من المصريين الذين تدفقوا إلي ميدان التحرير ، مطالبين بالإنهاء الفوري لحكم العسكر لمصر، مرددين هتافات ضد المجلس الأعلي للقوات المسلحة ورئيسه المشير طنطاوي. وأشارت الصحيفة إلي وجود انقسام في أوساط المشاركين فالإخوان ، الذين حصدوا أكبر عدد من المقاعد في مجلس الشعب المصري وافقوا علي الجدول الزمني الذي أعلنه المجلس الأعلي للقوات المسلحة لنقل السلطة إلي حكومة مدنية بحلول شهر يوليو المقبل لأنهم حريصون علي الحفاظ علي المكاسب التي حققوها تحت حكم العسكر. وتنقل الصحيفة عن أحد المشاركين في المسيرة في ميدان التحرير قوله : "الإخوان يتعاونون مع العسكر لأن أغلب زعماء الإخوان من كبار السن مثل أعضاء المجلس الاعلي للقوات المسلحة ، وكل منهم يريد حصته من الكعكة دون أن يدركوا أهداف الثورة". وتناولت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الذكري الأولي لثورة 25 يناير قائلة: إن مئات الآلاف من المصريين شاركوا في المسيرات التي احتفلت الأربعاء بالذكري الأولي للثورة في مختلف محافظات مصر، مما يظهر مدي التغيير الذي شهدته مصر هذا العام مقارنة بالعام الماضي الذي شهد نزيف دماء المصريين علي أيدي قوات الأمن المدججة بالسلاح. وذكرت الصحيفة أن مسيرات أمس الأول عكست تغييرا كبيرا في مظاهر الاحتجاجات الشعبية ، حيث ضمت هذه المسيرات جميع الطوائف الإسلامية وعدم اقتصارها علي مجموعات الشباب الذي يسيطر الفكر العلماني علي عقولهم كما حدث العام الماضي . وأشارت الصحيفة أيضا إلي دور الإخوان المسلمين، التي تعد أكبر جماعة إسلامية والتي تضم حوالي 47٪ من نواب البرلمان الحالي ، في مسيرات وقالت "إن الجماعة لم تكن القوة المهيمنة علي الساحة كما كانت في تظاهرات العام الماضي"، مؤكدة اتحاد جميع القوي السياسية.