لا أحد ينكر حق المحامي فريد الديب في الدفاع عن موكله، وليس عارا أن يطالب الديب ببراءته فهذا أمر طبيعي، حتي لو كان المتهم الذي يدافع عنه هو الرئيس المخلوع حسني مبارك، خاصة أن الديب بالتأكيد حصل علي مبالغ طائلة ليوافق علي الدفاع عن مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي، حتي لو كلفه ذلك عداء عدد كبير من المصريين فهذا أمر لا يعنيه ولا يشغل باله، فعشق فريد الديب للمال والشهرة هو ما دعاه لقبول هذه المهمة وتاريخه يؤكد ذلك، فقد كان فريد الديب المحامي الوحيد الذي سارع للدفاع عن الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام مقابل ملايين الدولارات، رغم الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها. ليس عيبا أن يفند الديب الاتهامات الموجهة لمبارك ليخلصه من حبل المشنقة، ولكن العيب كل العيب أن يشبه الديب الرئيس المخلوع بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، ويشبه المصريين بكفار قريش، عندما وجه الديب حديثه إلي مبارك قائلا: (يا نسر الجو الجريح لا تحزن من غدر الذين كانوا يتقربون منك ومن قومك الذين انهالوا عليك بالشماتة وأنت أعزل فلست أفضل من رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي دعا إلي الله حين وجد عنفا من أهل مكة واصمد لعل الله يفك كربك).. فشتان الفارق بين محمد بن عبدالله الذي دعا الي الله بالموعظة الحسنة وكان العدل مذهبه والزهد حياته والحق هدفه والسماحة سمته والوفاء طبيعته والصدق شيمته، وبين محمد حسني مبارك الذي خان الأمانة وحنث العهد وقتل المصريين وظلم الناس وسرق الشعب وحلل الحرام وشجع الفساد.. فلا يصح ولا يليق أن يشبه الديب أحسن خلق الله بأسوا خلق الله. عيب يا ديب!