شاهدت منذ أيام برنامجا علي احدي الفضائيات وكان يستضيف متحدثا حول معجزة الرقم (19) في القرآن الكريم، وكيف أن القرآن الكريم في كثير من محكم الآيات تحتوي عددها علي 19 حرفا أوعلي مضاعفات هذا الرقم، والمدهش أن الضيف نسب لنفسه هذا الاكتشاف، وساعده علي الاحساس بهذا الانجاز شهقات المذيعة وصرخاتها وهتافاتها " الله أكبر" .. والحقيقة أنني أتعجب.. أبهذه البساطة يتم السطوعلي انجازات الغير والادعاء بغير الحقيقة ؟ ان أول من أعلن النظرية القرآنية في معجزة العدد 19 في القرآن الكريم هوالمهندس والمفكر الاسلامي الكبير عدنان الرفاعي، وهوأول من أثبت أن جميع الجمل القرآنية التي تصور مسألة كاملة أوحكما شاملا في كتاب الله تعالي وان كانت متباعدة يكون مجموع القيم العددية لحروفها من مضاعفات العدد 19، وأثبت أيضا أن العبارات القرآنية المتوازنة في المعني والدلالات يكون مجموع القيم العددية لحروفها متساويا تماما .. مثال علي ذلك كلمتا قال الله والقرآن، وعيسي والانجيل، ومحمد ورسول الله، وغير ذلك الكثير والكثير من آيات الكتاب المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. والمقصود بالقيم العددية هوعدد مرات ورود الحرف الهجائي في القرآن الكريم وترتيب أبجدية جديدة للثمانية والعشرين حرفا المعروفين، ترتيبا يعتمد علي الأكثر ورودا ثم الأقل فالأقل وهكذا، ومن خلال هذا الترتيب الجديد فقد اتضح أن حرف الألف هوأكثر الحروف ورودا في القرآن الكريم ولذلك أخذ الرقم 1 ثم حرف اللام الذي أخذ الرقم 2 ثم حرف النون الذي أخذ الرقم 3، وهكذا اكتسب كل حرف من الحروف الهجائية العربية قيمة عددية، ودائما ما يكون مجموع القيم العددية للحروف الواردة في كثير من الأحكام القرآنية من مضاعفات الرقم 19 .. والمعروف أن الرقم 19 هوالمعجزة الصريحة في كتاب الله تعالي والتي تمت الاشارة اليها بشكل مباشر في الآيتين 30 و31 في سورة المدثر " عليها تسعة عشر، وما جعلنا أصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا ايمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي إلا ذكري للبشر " صدق الله العظيم .. لقد كان من حسن حظ ملايين المسلمين في مصر والعالم العربي أن أطلت علينا شاشة دريم منذ حوالي عامين بالبرنامج العظيم المعجزة الكبري والذي أفرد قرابة الثلاثين حلقة للمهندس والمفكر الاسلامي عدنان الرفاعي ليتحدث عن معجزة القرآن الخالدة والتي عجز الجن والانس عن الاتيان بمثله أبدا علي مر العصور، ثم قدمت لنا نفس الشاشة بعد ذلك هذا المفكر الكبير في برنامج في سبيل الحكمة، وكلا البرنامجين أوضح فيهما عدنان الرفاعي كيف أن دلالات القرآن الكريم قد تم سجنها للأسف في زنزانة التاريخ وأسباب النزول وكيف أصبحنا أسري لروايات وموروثات وجعلناها حجة علي كتاب الله .