بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون زيارة للصين أمس ضمن جولة تشمل اليابان وكوريا الجنوبية، ركزت فيها علي حادث غرق السفينة الكورية الجنوبية، في الوقت الذي فتحت فيه الأممالمتحدة تحقيقاً بشأن ما اذا كان تورط كوريا الشمالية فيه يعد انتهاكا لهدنة بين الكوريتين أوقفت حربهما عام 1953. وكانت لجنة دولية قد خلصت الي ان غواصة كورية شمالية نسفت السفينة الكورية الجنوبية "شيونان" في مارس الماضي مما أدي الي مقتل 46 بحارا. و سارعت بيونجيانج الي رفض النتائج وهددت بالحرب ان تعرضت لعقوبات من المجتمع الدولي، لكن الصين التي تعتبر الحليف الأكبر والوحيد لبيونجيانج، دعت الي الهدوء وقالت انها ستقيم بنفسها تقرير المحققين. وصرح مسئول أمريكي كبير من الوفد المرافق لكلينتون انها "ستسعي الي التركيز علي خطورة الموضوع واقناع الصينيين بإقرار حقيقة ما جري والانضمام الي جهود الدول في حمل كوريا الشمالية علي تغيير سلوكها ". وفي نيويورك قال متحدث ان ممثلي 11 دولة (هي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واستراليا وفرنسا ونيوزيلندا وتركيا والدنمارك وسويسرا والسويد) بدأوا بحث نتائج التحقيق الدولي وتقييم مدي اعتبار تورط كوريا الشمالية في الحادث انتهاكا لهدنتها مع جارتها الجنوبية. وفي بيونجيانج نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن وزير الدفاع كيم يونج شان طلبه بأن تسمح سول باستقبال محققين من بلاده وان تعرض عليهم "الادلة التي تثبت ضلوع" النظام الشيوعي في إغراق السفينة الحربية. م ن جهته قال مسئول في سول ان بلاده ستشكل فريق إدارة للأزمات للتعامل مع التحركات المستقبلية لكوريا الشمالية التي قد تؤثر علي التبادلات بين الكوريتين، حيث من المتوقع ان تزداد العلاقات تدهورا بعد حادث غرق السفينة الحربية. وعلي صعيد حشد الجهود الدولية ضد النظام الشيوعي، قال رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما بعد ساعات من مباحثاته مع كلينتون ان قوات الدفاع الذاتي لبلاده ستواصل مراقبة الوضع في ضوء ثبوت تورط كوريا الشمالية في الحادث. و يعد دعم بكين اساسيا لتحرك دولي يستهدف كوريا الشمالية، لاسيما وانها من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي. لكن هذه المسالة وضعت جانبا حتي بدء المباحثات الرسمية في بكين، علي جدول زيارة كلينتون الذي استهلته بجولة في معرض شنغهاي العالمي. واستقبلت كلينتون بالتصفيق من نحو خمسمائة شخص غالبيتهم من الصينيين في اروقة المعرض، الذي أكدت انه "يشكل مناسبة للشعب الصيني ليفهم بشكل افضل بقية العالم وكذلك لبقية العالم بفهم افضل للصين". وستشارك كلينتون غد وبعد غد في "الحوار الاستراتيجي والاقتصادي" الصيني الامريكي، الذي يعكس الاهمية التي توليها ادارة الرئيس باراك اوباما للعلاقات مع الصين.