ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا التي تساهم في توثيق وتنظيم الاحتجاجات ضد النظام أن مراقبين عرب توجهوا أمس لزيارة سجن حمص المركزي، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سجناء سياسيين في السجن المركزي بدمشق نفذوا اضرابا عن الطعام احتجاجا علي زيارة مراقب اجتمع مع سجناء ليسوا من معتقلي الرأي، وطالبوا بزيارة المراقبين لهم. وذكرت صحيفة الوطن السورية ان رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد الدابي زار مدينة حماة ، وان مراقبين واصلوا جولاتهم في محافظة حمص. في غضون ذلك، ذكرت وكالة الاسوشيتد برس أن المرصد السوري لحقوق الإنسان والناشط السوري مصطفي أوسو اتهما أمس النظام السوري بتضليل مراقبي الجامعة العربية من خلال تغيير لافتات أسماء الأحياء لارباكهم وارشادهم إلي مناطق موالية للنظام، وأشارا إلي أن النظام يطلي مركبات الجيش لتبدو كأنها تابعة للشرطة. من جانبه، اثني مارتن نسيركي المتحدث الرسمي باسم السكرتير العام للامم المتحدة علي عمل المراقبين العرب. وقال إن السكرتير العام يتطلع إلي نشر بعثة مراقبة واسعة النطاق،مؤكدا علي أهمية المحافظة علي استقلالية البعثة. في الوقت نفسه، اعلن رئيس (المجلس الوطني السوري) المعارض برهان غليون ان وجود بعثة المراقبين العرب في سوريا "يظل مفيدا" سياسيا ومعنويا ونفسيا، رغم انها، بحسب رأيه، لن تتمكن من فرض تطبيق المبادرة العربية لوقف العنف في سوريا. وطلب غليون اثر لقائه وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس - مساعدة الاتحاد الاوروبي، مشددا علي "ضرورة تقديم دعم انساني ومالي لشعب يكافح منذ عشرة اشهر" بدون ان تكون له اي موارد. من جهته قال الوزير البرتغالي الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الامن "نحن نعتبر انه من المهم ان يأخذ المجتمع الدولي موقفا يضع فيه حدا للقمع في سوريا". يأتي ذلك قبل جلسة خاصة لمجلس الأمن مقررة الثلاثاء المقبل لمناقشة تطورات الأزمة السورية، من المتوقع ان تتطرق إلي جهود الجامعة العربية. ومن جانبها اتهمت سوريا الولاياتالمتحدة "بالتدخل السافر" في عمل الجامعة العربية بعدما اعتبرت واشنطن ان دمشق لم تحترم التعهدات بشأن بعثة المراقبين. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية أمس في بيان ان التصريحات الامريكية "تسيء للجامعة العربية (...) لانه تدخل سافر في صلب عملها وسيادة دولها ومحاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح". وأشارت واشنطن أمس الأول إلي انه "آن الاوان فعلا" لكي يتدخل مجلس الامن "لزيادة الضغط" علي النظام السوري. وقالت وزارة الخارجية الامريكية انه من المنتظر أن يصل جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية الي القاهرة لاجراء محادثات قبل اجتماع وزاري للجامعة العربية بعد غد السبت دعي اليه لمناقشة الوضع في سوريا. ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ناشطين يعتزمون تنظيم مظاهرة يشارك فيها نحو مائة ألف شخص في حمص علي غرار مظاهرات ميدان التحرير في مصر.وفي سياق اخر، ذكرت صحيفة (الوطن) السورية ان من وصفتهم بمجموعة مسلحة اختطفت 35 جنديا من الجيش السوري في محافظة إدلب. في إطار مختلف، طالبت ايران باطلاق سراح رعاياها المخطوفين في سوريا. علي صعيد آخر، اعلن (المجلس الوطني السوري) الذي يضم غالبية تيارات المعارضة، رفضه ورقة التفاهم التي وقعها رئيسه مع (هيئة التنسيق الوطنية في سوريا)، وكانت تلك الوثيقة قد أثارت جدلا في صفوف المجلس الوطني السوري وصل إلي حد مطالبة البعض بعزل غليون. وارجع المجلس في بيان رفضه للورقة إلي "تعارضها مع برنامجه السياسي ومطالب الثورة في سوريا"، ودعا "باجماع اعضائه الي تبني وثيقة جديدة تعبر عن مطالب شباب الثورة يتقدم بها المجلس الوطني الي القوي والشخصيات السياسية". من جهته، انتقد منسق هيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم تنصل بعض اعضاء المجلس الوطني من "الوثيقة السياسية"، مشيرا في تصريحات لراديو سوا- إلي انه تم تقديم الوثيقة للجامعة العربية وأن كل من يريد ان يعترض او يغير بعض بنودها عليه ان يفعل ذلك من خلال مؤتمر للمعارضة السورية متوقع عقده منتصف يناير الجاري في القاهرة.