كدت أصاب بنوبة قلبية وأنا اشاهد مجمع اللجان البرلمانية يشتعل أنا مكتئب وحزين ومرعوب علي نفسي وعائلتي واحفادي أنا خائف مما يحدث في بلدي هذه الأيام فمازال هناك انفلات أمني وترويع لحياة المواطنين وانقسام في الرأي واختلافات في الفكر حتي لم يعد هناك اثنان يتفقان علي رأي واحد بل هناك انقسامات حتي في الأسرة الواحدة.. ورغم مرور ما يقرب من عام علي ثورة الشباب فمازلنا نعشق المليونيات والاعتصامات وما يتبعها بكل أسف من معارك حربية بين المعتصمين ورجال الأمن أو رجال القوات المسلحة وكأن بين الطرفين تارا بايتا وكأن المعركة بين عدو ولابد من إبادته وأضيف إلي ذلك لابد أيضا من حرق المنشآت الحكومية.. والأكثر خطورة ما نراه ونسمع عنه من المتربصين بالوطن وهم كثرة سواء في الداخل أو الخارج ويستخدمون الدولار الأخطر في شراء الضمائر والذمم لمن يبيعونها باستخدام شعارات زائفة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ويستوي في ذلك من باعوا ضمائرهم وهم يعلمون ومن أولاد الشوارع والبلطجية الذين باعوا ضمائرهم من أجل كسب لقمة العيش.. الذي يرفع الضغط والسكر عندي تلك الفضائيات التي تختار بعض مثقفينا الذين يغازلون الثورة عمال علي بطال ويرون الحق بأعينهم ولكن ألسنتهم لا تقول إلا الباطل ويشعلون الفتن ويتطاولون علي القوات المسلحة المصرية ويطالبونها بالرحيل رغم أنهم أول من تغنوا بأنها هي التي حمت الثورة.. وإلي هؤلاء الجهابذة أقول هل عشتم عصر هزيمة 76 وهل ذقتم مرارة الخزي والعار التي جعلت كل مصري في الخارج يخبئ »باسبوره« حتي لا يكتشف أحد انه مصري مهزوم من إسرائيل.. وهل عايشتم نصر أكتوبر العظيم الذي أعاد لنا العزة والكرامة.. ومن الذي فعل ذلك هم رجال القوات المسلحة العظماء وشهداؤهم الأبرار.. والآن تطالبونهم بتسليم السلطة فورا.. ولم تسألوا أنفسكم لمن يسلمون السلطة للبلطجية أم للقوي السياسية المتناحرة علي هبش قطعة من التورتة أم لهؤلاء الذين دربوا في الخارج وحصلوا علي المعونات الخضراء والحمراء.. ولماذا لا نهدأ الآن بعد ان اجرينا انتخابات مجلس الشعب ولم تبق إلا انتخابات الرئاسة ووضع الدستور المصري الجديد..
ورغم محاولتي التماسك عبر بلع كميات من الأدوية المهدئة كاد قلبي ان ينخلع وأنا أشاهد المعتصمين أمام مجلس الوزراء الذين افترشوا الأرض في شارع مجلس الشعب لمدة 91 يوما وهم يتحدون هيبة الدولة ويمنعون رئيس وزراء مصر والوزراء أن يدخلوا مكاتبهم وبعضهم يرتكب موبقات سمعنا وشاهدنا بعضها في هذا الشارع الذي شهد جزءا كبيرا من تاريخ مصر وبلغ الاستهتار بأن يلعبوا كرة القدم أمام البرلمان وأمام مجلس الوزراء.. والأكثر غرابة حينما تجاوزت الكرة سور مجلس الشعب قفز الشاب الثائر السور دون استئذان وفي الساعة الثانية صباحا ليحضر بنفسه الكرة مع أني كنت محررا برلمانيا للأخبار طوال 54 عاما ولم أدخل المجلس مرة واحدة إلا بعد ان اقدم كارنيها يسمح لي بالدخول وإلا بعد استئذان الحرس والأمن.. هذا في الوقت الذي كانت البلاد فيه آمنة فما بالنا اليوم ونحن نعيش أياما عصيبة.. وكدت أصاب بأزمة قلبية وأنا اشاهد الحابل والنابل وهم يتبادلون كرات اللهب وكسر الرخام تنطلق من المتظاهرين ومن أمن المجلس ليحولوا الساحة إلي معركة حربية كان الهدف الأكبر منها هو حرق المبني العظيم لمجمع لجان المجلس هذا المبني الذي شاهدت بنفسي بناءه طوبة طوبة ويرجع تاريخه لمجلس عام 46 فيما عاد الرئيس أنور السادات وكان وقتها رئيسا لمجلس الشعب من رحلة برلمانية إلي أمريكا وشاهد الكونجرس الأمريكي فطلب ان يقام مبني يجمع فيه لجان المجلس والمكتبة بحيث لا يقل روعة عن الكونجرس.. وشاهدت افتتاح هذا الصرح البرلماني وكنت أشعر بالفخر وأنا أشاهد الوفود البرلمانية الغربية وهي تشيد بهذا المبني العظيم الذي حاول بعض الصبية والبلطجية وذوي الدولار الأخضر ان يحرقوه بصفيحة بنزين وكرات من اللهب وكأنه أحد المستعمرات الإسرائيلية التي ستحرر الوطن للفلسطينيين وبإصرار من البلطجية نجحوا في تدمير ثلاثة أدوار وصرخوا فرحا لاندلاع النار فيه وتسلل البعض منهم للعيادة الطبية ونهبوا كل ما فيها.. وهاج من لا يشاهدون إلا ما يحلو لهم بأن هناك بلطجية يلقون الحجارة وكرات اللهب علي المتظاهرين من أسطح المبني ونسوا أن المجلس كان به عدد من الموظفين والعمال الذين دافعوا عن مقر أكل عيشهم بل ودافعوا عن أرواحهم التي كادت ان تزهق لو نجح المتظاهرون في اقتحام المبني.. أما كان من الأجدر بهم ان يقفوا يتفرجون علي حرق برلمان مصر كما حدث كمجمع العلميين الذي فقدناه وفقدنا معه تراث ومجلدات وخرائط تاريخ مصر وكل ورقة من هذه المجلدات لا تقدر بثمن.. وكاد عقلي يتفجر وأنا اشاهد أحدهم يسكب البنزين علي مبني المجمع ويشعل النيران ثم يقف في عرض الشارع يرقص طربا علي حرق تاريخ مصر وكأنه »نيرون« البطل الذي حرق روما ورغم جسامة ما حدث وجر رجال الجيش إلي معارك في الشوارع رغم انها ليست مهمته فقد اختصر من لا يرون إلا بعين واحدة وبمساعدة رجال ونساء الفضائيات الإجلاء كل ما حدث في تمثيلية اعتداء رجال الجيش علي سيدة وقد وصفت الكاتبة الصادقة د. لميس جابر هذه الواقعة فقالت لقد حاولت الفتاة ذات العباءة المفتوحة »أم كباسين« عمل نوع من الاستعراض »الاستربتيز« حتي تنهمر الكاميرات فوق ملابسها الداخلية ليصبح جندي الجيش هو السفاح الذي يهتك الأعراض ويسحل النساء في الشوارع.. واستغل المحرضون توزيع آلاف الصور حتي نتلهي في أعراض الحريم بدلا من حرق تراث الشعب..
ومما زاد في غيظي ان أحدا من رجال الفضائيات لم يكلف نفسه بعرض شرائط فض الأمن الأمريكي بلد حقوق الإنسان للمظاهرة والاعتصامات لنري كيف عامل الأمن الأمريكي المعتصمات حينما خرجن عن الحدود ولم نسمع عن أستاذ من أساتذة العلوم السياسية أو ناشط حقوقي طالب إدانة الأمن ولم يطلب أحد مثقفينا ان يطالب بعرض شرائط فض الأمن الانجليزي للمظاهرات وكيف عاملوا رجال الشغب وحينما وقفت جمعيات حقوق الإنسان تحتج كان رد رئيس وزراء بريطانيا أن الأمن القومي البريطاني لا يخضع لحقوق الإنسان.. وهل منا من يتذكر واقعة اغتيال الأميرة ديانا حينما تخطت الخط الأحمر وقيل انها حامل من الشاب المصري دودي المسلم وتعرض وقتها الأمن القومي الانجليزي للخطر فتم تصفيتها في حادث سيارة هي وحبيبها.. ولم نسمع عن حقوق الإنسان!! عيب الثلاثاء: كلمة يسقط لم يستخدمها الثوار المصريون إلا ضد الغزاة والمحتلين.. استخدمها للغزاة الاتراك.. واستخدمها ضد الغزاة الفرنسيين والغزاة الانجليز.. ولكن وبكل أسف تجاوز البعض كل أصول اللباقة والأدب حينما استخدم هذه الكلمة البذيئة ضد المجلس الأعلي للقوات المسلحة وضد جيش مصر.. بل طالب البعض باسقاط هذا الجيش العظيم لاسقاط النظام واسقاط دولة مصر.. ونسي هذا البعض كيف استقبل الجيش المصري عقب ثورة الشباب بالزغاريد والورود والقبلات للجنود الذين نزلوا الشوارع والميادين من أجل حماية الثورة.. ولم يفعل الجيش مثل ما فعلته جيوش مجاورة في ليبيا وسوريا وقد يدعي هؤلاء البعض ان هناك تجاوزات قد وقعت من الجيش ونسي ان هذه التجاوزات كانت رد فعل لتجاوزات أسوأ ونسي البعض أن جيشنا تحمل فوق طاقة البشر من تجاوزات وشعارات اطلقت لا يتحملها قادة عظام حققوا لمصر أعظم الانتصارات.. وللذين يطالبون بعودة الجيش إلي ثكناته فورا أو يحاولون اسقاط المؤسسة العسكرية أقول لهم هل تريدون تحويل مصر إلي عراق ثانية. ان الجيش المصري كان ومازال حائط الصد لحماية البلاد من الاخطار داخليا وخارجيا وأنه من قلة الذوق وعدم الوفاء ولن استخدم عبارة الخيانة لكل من يتطاول علي الجيش، وكلها شهور معدودة يسلم بعدها الجيش إلي مجلس شعب منتخب ودستور مصري جديد ورئيس جمهورية منتخب لكي نضمن استقرار دولة مصر. نبض الجماهير تلقي عمالقة الفضائيات مجدي الجلاد وعادل حمودة ولميس الحديدي وعمرو الليثي تهديدات بالقتل عبر هواتفهم المحمولة من رقم مجهول وتوصلت الشرطة إلي الفاعل واتضح انه سائق سيارة عمرو الليثي.. وأترك للقارئ الوصول للحقيقة!! كل أسبوع تنقطع المياه لساعات طويلة عن مناطق في القاهرة وبالذات مدينة 6 أكتوبر.. هل المطلوب منا الهجرة إلي مدينة أخري؟!! شوارع ميادين 6 أكتوبر احتلها الباعة الجائلون يعرضون بيع الفاكهة والخضراوات وعربات الفول بل عربات تقدم الشاي وخلافه.. وهناك ثلاثة كناسين يعترضون السيارات المتوجهة إلي 6 أكتوبر بجوار الهايبر يشاورون علي أفواههم ويعلنون أنهم جوعي.. ولا اعتراض من مسئول. استغاثة جماعية من حاجزي الوحدات في مشروع دجلة جاردنز المرحلة الثانية لمعمار المرشدي ورغم تسديدهم كل اقساط ودفعة الاستلام، الشركة تؤجل استلام الوحدات منذ ديسمبر 0102 وتعد بموعد جديد هو آخر 2102 رغم أن المباني كما هي منذ سنة.