قبل أيام تم توجيه اتهامات لضابط امريكي و7 مجندين لقتلهم زميلهم المجند "داني سين" في أكتوبر الماضي. داني اغضب زملاءه لانه نسي إغلاق السخان بعد استحمامه في قاعدته بأفغانستان التي وصل إليها في اغسطس. الجنود انتزعوا المجند داني (19 عاما) من فراشه وسحبوه علي الأرض وأجبروه علي الزحف وهم يقذفونه بالحجارة ويطلقون وابلا من السباب العنصري ثم أمروه بملء فمه بالماء رافضين السماح له ببلعه أو إخراجه من فمه. المجند، الذي ولد في مانهاتن، هو الابن الوحيد لأبوين مهاجرين من الصين وقد عثر عليه في برج للحراسة ميتا برصاصة في الرأس أطلقها علي نفسه. وهو ثاني حادث انتحار لجندي أمريكي من أصول آسيوية هذا العام.. مما آثار تساؤلات حول سوء معاملة الأمريكيين الآسيويين في الجيش.. والمنتحر التاسع والعشرون من الجنود هذا الشهر.. ورقم 154 هذا العام. الضابط والجنود السبعة متهمون بأنهم تسببوا في انتحار المجند وبالقتل الخطأ والمعاملة الوحشية وقد تركت اعتداءاتهم علامات علي ظهره. ولولا ضغوط جماعات الدفاع عن الأمريكيين من أصول آسيوية علي البنتاجون لما كانت القضية قد ظهرت للنور كعشرات الجرائم المماثلة. وكانت أسرته تخشي أن تكون التحقيقات شكلية. تم نقل المتهمين الي قاعدة اخري إلا انهم غير محتجزين. وكان المجند داني قد كتب في مذكراته التي احتفظ بها في فترة تدريبه وفي رسائله لوالديه ان الجنود يضايقونه ويهزأون منه لاصوله الآسيوية ويطلقون النكات علي الصينيين. طوال الوقت يعاني واحد من كل 3 جنود من اضطرابات ما بعد الصدمات ومن ضغوط نفسية قاسية واكتئاب واصابات في المخ وميل لاستخدام العنف وقد ارتكب العديد من المقاتلين العائدين أعمال عنف ضد ذويهم وصلت لحد القتل. أكثر من مليون أمريكي خدم في العراق قتل 4500 واصيب 32 الفا. وقد ترك الجيش1.3 مليون من 2 مليون خدموا في العراق وأفغانستان منذ 2002 يتلقي53٪ منهم العلاج. ربما كانت المعارك الحربية قد انتهت بالنسبة لهم لكنهم يواجهون معارك أكبر أخطرها البطالة فالأغلبية منهم لا يجدون عملا حتي أن بعضهم يبيع دمه مقابل 80 دولارا أسبوعيا.. وفقد كثيرون منهم منازلهم 144 ألفا من الجنود العائدين مشردون ويعيش 144842 في مأوي مؤقت.. ويجد العائدون صعوبة في الانتقال من الحياة العسكرية إلي الحياة المدنية. لقد عاد مئات الآلاف من الجنود الي الوطن محملين بجرائم بشعة ارتكبوها سواء في العراق أو أفغانستان واستمتعوا بمشاهدة الدماء تتدفق أمامهم وباستخدام العنف والوحشية المفرطة ضد الآخرين. لا أعرف كيف يستطيع هؤلاء الجنود الذين ذاقوا سطوة القوة والجبروت ان يعيشوا حياة طبيعية من جديد لا سامح الله بوش علي ما ارتكبه في حق شعبه وشباب أمريكا.