لم يعد خافيا علي أحد أن مصر تتجه نحو هاوية اقتصادية سحيقة، مصانع أغلقت أبوابها، الاستثمارات الأجنبية متوقفة تماما وممتنعة عن دخول مصر، البورصة تنتعش يوما وتنهار أياما، لدينا 059 مصنعا متوقفا و053 مصنعا متعثرا، حتي المساعدات التي وعد العالم بها لم يأت منها إلا القليل. وأصبح من السخف ان نصف هذه التحذيرات التي أطلقتها حكومة الجنزوري بأنها فزاعة أو أنها تستهدف منع الثوار من الاعتصامات أو التظاهرات السلمية، خاصة بعد ان طيرت وكالات الأنباء العالمية هذه الأخبار والتحذيرات بل وتحدثت عنها المؤسسات المالية العالمية. بل قال خبراء اقتصاد في ندوات اقتصادية ان مصر مقبلة علي افلاس وان الاقتصاد المصري يتعرض لعمليات نهب وتزوير، معللين بغياب الرؤية الاستراتيجية الاقتصادية المستقبلية وانتقال الأمراض التي تعاني منها الحكومة البائدة إلي الحكومات التالية. وأكد الخبراء ان هناك انفجارا وشيكا من قبل الشباب، لكثرة العاطلين وتوقف عدد كبير من المصانع. السؤال الآن كيف نخرج من المأزق الذي تعيشه مصر حاليا؟ المأزق يتلخص في اننا لا نريد ان يتسلم البرلمان القادم ورئيس الجمهورية الجديد مصر وقد صارت خرابا في كل شيء، لا يمكن ان نرفض حق التظاهر، لكن من يقول ان التظاهر يعني قطع خطوط القطارات بالصعيد كل يوم وتعطيلها 01 ساعات لمجرد اعتراض فئة من الشعب علي عدم صرف حوافز أو تأخر صرف مرتبات؟ هل من المنطقي ان تتعطل مصالح المصريين بسبب فئة لها مطالب مشروعة؟، هل يقوم المتظاهرون في الخارج بقطع طرق وتعطيل مصالح الناس من أجل تنفيذ مطالبهم؟، لا.. بل يقومون باضراب في حدود أعمالهم، فإذا كانوا سائقين امتنعوا عن القيادة وإذا كانوا عمالا في شركة امتنعوا عن العمل دون اجبار الآخرين علي عدم العمل، المطالب الفئوية كلها مشروعة، ولكن لا يمكن الاستجابة لها دفعة واحدة، كما لا يمكن لأصحابها التوقف عن العمل، واغلاق الشوارع وتعطيل المصالح حتي تتم الاستجابة لمطالبهم. منذ يومين أطلقت حكومة الدكتور كمال الجنزوري حزمة جديدة من الإجراءات من أجل التيسير علي المواطنين وتحريك الطاقات الانتاجية المتعثرة كما وجهت نداء للمواطنين باعطاء فرصة لها لتلبية مطالبهم المشروعة. وفيما يتعلق بالمطالب الفئوية طالبت الحكومة بمنحها مهلة شهرين لتدبير موارد جديدة، وبثت برسالة لكل مواطن مصري بإمهال الحكومة مهلة لخفض العجز الشديد الذي تعانيه الموازنة العامة للدولة. الآن علينا ان نتكاتف معا من أجل الخروج من هذا النفق المظلم، علينا ان نعرف ان الثورة لا يمكن ان تستقر وتزدهر وتؤتي ثمارها بدون اقتصاد قوي يجنبنا المشاكل والأزمات ويجعل المسار السياسي قويا وعفيا.