الباحثون اثناء نقل الكتب والوثائق بحديقة دار الكتب اعلن د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة انه اجري اتصالا هاتفيا مع د. سلطان القاسمي حاكم الشارقة الموجود حاليا في باريس لاجراء عملية جراحية وبمتابعة تفاصيل عرضه الكريم لاعادة بناء وترميم المجمع العلمي المصري الذي احترق في الاحداث الاخيرة، وقال ان المكرمة تتضمن تزويد المبني بكل احتياجاته، اضافة الي ان الشيخ القاسمي سوف يقوم باهداء المجمع عددا من الوثائق، وامهات الكتب التي في مكتبه الخاصة مع نسخة اصلية من كتاب وصف مصر. واضاف د. شاكر عبدالحميد ان م. ابراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب استجاب للنداء وتوجه الي موقع المجمع العلمي لتقييم الموقف واتخاذ اللازم نحو صلبه درءا للمخاطر. الصورة في دار الكتب والوثائق تنطق بحجم الكارثة والمأساة التي تعرض لها المجمع العلمي المصري، فبعد ان امتلأت قاعات واروقة دار الكتب بما تحمله السيارات من مقتنيات المجمع المحترقة والمبتلة لم يجد المسئولون امامهم غير حديقة دار الكتب ليقوموا بفرش الكتب والوثائق فيها علي النجيلة تمهيدا لتصنيفها. المأساة علي بشاعتها كشفت عن وجه مصر الجميل.. فقد صنع ابناء دار الكتب سلسلة بشرية تتولي نقل الوثائق والكتب يدا بيد في حراسة الجيش في مشهد لا تملك معه الا ان ترفع عينيك حزنا علي تراث حرقته الايدي الغاضبة والعابثة وامتنانا لهؤلاء الفرسان الذين يعملون في صمت تلبية لنداء الوطن والضمير الانساني.. وقام د. صابر عرب بزيارة تفقدية لمبني المجمع ليقف فيه علي حقيقة ما حدث. قال د. صابر عرب رئيس مجلس ادارة دار الكتب والوثائق عقب عودته رأيت مأساة بكل المقاييس وكارثة وطنية وانسانية ورأيت ذاكرة مصر وقد احترق جزء منها من خلال عمل عبثي غير مبرر علي الاطلاق واعتقد ان من قاموا بذلك لا يمكن ان يكونوا ثوارا أو وطنيين لان الثوار هم الذين اعادوا الحرية للوطن، ومن يحرق ذاكرة وطنه ليس بثائر ولكنه مخرب. واضاف ان المشهد خطير جدا حيث احترق المجمع باعتباره مؤسسة علمية تجاوزت قرنين من الزمان كانت تضمن اعظم واندر ما خلفه التراث الانساني في ال 0002 عام الاخيرة. واضاف د. صابر عقب عودته من زيارته للمجمع العلمي رأيت مجموعة من الشباب المتطوع مع خبراء الدار غامروا بحياتهم وذهبوا لمبني معرض للانهيار في أي وقت، فهم مقاتلون تحت خط النار، ورفضوا بكل بسالة ان يخرجوا لان المبني متصدع ومعرض للانهيار في أي وقت وتحدثت الي وزير الثقافة د. شاكر عبدالحميد ليتحدث للمقاولون العرب باعتبارها مؤسسة وطنية لتسارع بطلب المبني واغلاق المياه المتسرية اسفل المبني التي قد تعجل بانهياره والذي اعلمه ان الوزير تحدث بالفعل مع المهندس ابراهيم محلب ونأمل ان تتم عملية الانقاذ علي وجه السرعة.. وردا علي سؤال حول دور دار الكتب في هذه المأساة قال د. جابر لقد استأمنا المجتمع والقوات المسلحة علي هذا التراث والآن يعمل اكثر من 003 من دار الكتب ما بين مرممين وافراد امن، وباحثين في نقل وانقاذ هذا الكم الهائل من الوثائق والكتب التي اوشكت النيران ان تلتهمه ويتم علي مدار اليوم.. وهناك فرق المرممين والمتخصصين لعمل العمليات الفنية الاولية من تنظيف وتجفيف وتعقيم وكأننا في غرفة عناية مركزة وسوف تواصل الدار عملها حتي يتم نقل جميع المقتنيات التي نجت من الحرق لتأتي المرحلة الثانية وهي ترميم هذا التراث والذي يحتاج الي دعم مالي وفني كبير جدا وقد تواصلت تليفونيا مع السيدة فايزة ابوالنجا وزيرة التعاون الدولي ووعدتنا بأن الوزارة ستدعم هذا المشروع..واضاف: ثم جاء الدعم الكبير من الشيخ القاسمي حاكم الشارقة الذي اتصل من باريس حيث كان يجري عملية جراحية ورغم ذلك فقد انفعل بما حدث وطلب ان يتولي ترميم المبني بكامله انشائيا ومعماريا واعداده وتجهيزه ثم تزويده بنسخ فريدة من مكتبته التي تعد من اغني المكتبات التراثية الخاصة علي مستوي العالم، والكثير منها مطابق للنسخ التي كانت في المجمع. وقال ان ما فعله الشيخ القاسمي هي رسالة حب واخلاص لمصر ولثقافتها وسبق له ان دعم مجالات كثيرة تتعلق بالثقافة من بينها الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ومبني دار الوثائق بعين الصيرة واتحاد المؤرخين العرب واتحاد الاثريين العرب، وهي مؤسسات تولي د. سلطان دعمها من خلال مبان ومعدات واجهزة تكلفت مئات الملايين.