كل الاسئلة أصبحت بلا إجابات فما يحدث شيء فوق طاقة التصور والاحتمالات! من يحرق مصر؟ ماذا يريدون من مصر؟ إلي أين ستذهب مصر؟ وكيف نعبر بها الي بر الأمان ومتي؟ أم أن الخطر قادم لا محالة؟ ما حدث عند مجلس الوزراء وما رأيناه جميعا يؤكد ان هناك مخططا لا ندري من صاحبه يستهدف بلدنا لتعيش الفوضي ومع الأسف هناك منا من ينفذ بوعي ويتبعه آخرون بدون وعي اهدافه الخبيثة لتسقط بلد السبعة آلاف عام. من رأيناهم يحرقون ويدمرون ليسوا مطلقا مصريين، من شاهدناهم يرقصون فرحا والنيران تلتهم المجمع العلمي ليسوا وطنيين وجزء من تاريخ مصر يضيع، المشهد يؤكد ان المخطط مدروس بعناية وهذه الوجوه المجرمة التي لا تمثل أي فصيل من فصائل الثوار ولا علاقة لهم بها تؤدي دورها المرسوم بعناية ونحن نتفرج ومنا من يعتبرهم مع الأسف ثوارا. لسنا مع العنف في مواجهة المظاهرات والمتظاهرين كما شاهدنا بعض اللقطات أمام شاشات التليفزيون والفضائيات اذا كانوا علي حق ولكننا مع مصر التي تتعرض للحرق والتدمير ويضيع تاريخها ولسنا مع البلطجية الذين يريدون ان تسود الفوضي ويستمر الخراب. كل الاسئلة بلا إجابات وهذه هي المأساة فنحن لا نعرف علي وجه الدقة ماذا يريد الثوار وهم بالآلاف كلهم يتكلمون علي الفضائيات وفي الميدان بألف رأي لا اتفاق بينهم ولا حدود لطلباتهم ومع الأسف أصاب العشرات منهم الغرور وتخرج من افواههم نبرات التعالي علي شعب مصر مع ان الوقت والموقف دقيقان للغاية لا يحتملان التنافر. شاهد الثوار مثلنا تماما صور البلطجية وهم يحرقون ويدمرون المنشآت العامة في استفزاز لكل مشاعر المصريين ورغم ذلك خرج فصيل منهم يبرر فعلتهم الشنعاء بأن ذلك رد فعل لضربهم من قبل جنود الجيش وكأن أمر مصر لا يعنيهم في شيء وهم يشاهدون عن قرب ومن موقع الاحداث هؤلاء المجرمين يعيثون في الارض فسادا ولم يوقفوهم وشاهدوهم وهم يرقصون واستحنسوا فعلهم، وجوه اجرامية تنطبق عليها كل نظريات علوم الاجرام سخروا آلاف الاطفال والقصر لتنفيذ مخطط اختلطت خيوطه في عقول الثوار الحقيقيين فأضروهم وراح ضحيته بعض الشرفاء الذين لقوا حتفهم أو اصيبوا بينما ابتعد البلطجية عن الميدان ولم نشاهدهم الا علي الشاشات.. مع ان هؤلاء مكانهم السجون لأنهم أجرموا في حق مصر.. تري هل لازال الثوار الحقيقيون علي رأيهم ان هؤلاء ثوارا؟ وهذه الفضائيات اللعينة المأجورة التي تستبيح كل شيء في مصر ولا تتورع في أن تشعل فتيل أي أزمة جعلت من نفسها القاضي والجلاد والمدافع عن شعب مصر وحقوق ابنائه مع انها هي التي دون ان تدري أذاعت صوتا وصورة مشاهد حية لجرائم البلطجية وهم يحرقون ويدمرون كل شيء ثم يرقصون علي ما فعلوا ولا ندري من فوضها في ذلك؟ لقد وصل الحد بهم الي التدخل حتي في التقارير الطبية والشرعية التي هي تحت تصرف النيابة لتقول رأيها الذي يؤجج مشاعر المصريين علي غير الحقيقة مع ان الامر لازال في مراحل التحقيق الاولي التي تحتاج الي وقت لمعرفة ما حدث علي وجه الدقة.. هذه الفضائيات ومذيعوها رجالا ونساء تعلو ضحكاتهم علي ما يحدث في مصر صاروا وجوها كالحة مكروهة من غالبية شعب مصر الذين يريدون لبلدهم الاستقرار. إنني اتساءل كغيري.. من يدفع الاموال لهؤلاء الذين يسيئون لمصر ولماذا زادت نسبة الاعلانات الداخلية والخارجية علي شاشاتهم في تلك الفترة بالذات ومن الممول لها؟ اسئلة كلها تحتاج الي اجابات حتي نعرف الحقيقية!! واذا كنا بكينا عن تلك الثروة التي ضاعت من بين ايدينا بعد ان دمرها البلطجية في احتراق المجمع العلمي فإنني اتساءل ألم يكن في وسعنا الحفاظ عليها أم أنه لافارق لدينا بين احتراقها من عدمه؟!.. كنا نستطيع ولكننا لم نفعل.. فضاع الأثر التاريخي. لنضرب البلطجية بحزم.