"إنهم ارهابيون يهود ومجرمون".. هكذا وصف المسئولون الاسرائيليون المستوطنين المتطرفين الذين هاجموا معسكرا للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية واصابوا قائدا ونائبه ورشقوا بالحجارة وعبوات الالوان علي مركبات الجيش فحطموا زجاجها واحرقوا الاطارات وألقوا بالمسامير علي الطريق كما اقتحموا موقعا سياحيا علي الحدود مع الاردن واشتبكوا مع الشرطة الاسرائيلية وقطعوا الاسلاك الشائكة المحيطة بدير قصر اليهود وتجولوا بداخله وهم يحملون العلم الاسرائيلي. هجمات المستوطنين المتطرفين هي ثاني سابقة من نوعها وكانت الاولي في سبتمبر الماضي عندما اقتحموا قاعدة للجيش وقطعوا كابلات 12 مركبة عسكرية بعد انتشار شائعات عن عزم الحكومة هدم بؤر استيطانية عشوائية لم تصرح ببنائها السلطات. الآن تحولت هجمات المستوطنين اليهود الي صدور الجنود اليهود وكانت تقتصر من قبل علي مهاجمة الفلسطينيين العزل في حقولهم وخلع أشجار الزيتون وإلقاء الحجارة علي سياراتهم وحرقها. وادركت السلطات الاسرائيلية انها تركت وحشا ينمو بين جنباتها.. دعمته وحمته.. لم تحاسبه ابدا علي جرائمه وتجاوزاته وانتهاكاته اليومية ضد الفلسطينيين فانقلبوا ضدها. كان المستوطنون قد احرقوا 5 مساجد هذا العام فقط وكتبوا علي جدرانها انتقاما من اخلاء السلطات الاسرائيلية لمواقع استيطانية عشوائية في الضفة الغربية حيث يؤمن المستوطنون المتطرفون ان من حقهم العيش في اي مكان في الضفة. اصبح الارهاب الآن يأتي من الداخل حتي ان احد المسئولين الاسرائيليين يري ان الارهاب والتطرف اليهودي يشكلان خطرا علي اسرائيل اكبر بكثير مما تشكله ايران علي اسرائيل. اصبحت اسرائيل اليوم رهينة لليمين المتطرف الذي انقلب ضدها. واليوم تتجرع الحكومة الاسرائيلية العنصرية الكأس الذي يتجرعه يوميا الفلسطينيون. ولو كانت السلطات الاسرائيلية قد حاسبت هؤلاء المتطرفين علي جرائمهم وحققت بجدية في انتهاكاتهم وعوقب من ارتكب جريمة لما تجرأوا وارتكبوا هذه الفظائع وطبقا لما قاله أحد المسئولين انه خلال 30 عاما من الخدمة لم ير مثل هذه الكراهية من اليهود للجنود الاسرائيليين فهل يعد ذلك بداية لحرب أهلية داخل اسرائيل يتواجه فيها اليهود ضد اليهود ويصبح فيها الجيش هو العدو؟!. لقد بدأت اسرائيل اعداد خطة طوارئ لوقف عنف المستوطنين المتطرفين.. فهل فات الأوان؟ مما يذكر أنه يعيش300 ألف اسرائيلي في الضفة الغربية الي جانب مليونين ونصف المليون فلسطيني.