منذ أيام قليلة دعتني احدي صديقاتي للانضمام لجمعية نسائية جديدة تسعي لمواجهة التجاهل الذي تتعرض له المرأة من جميع القوي السياسية. ورغم احساسي بمحاولات تهميش دور المرأة بالفعل منذ قيام الثورة، الا انني رفضت الانضمام للجمعية، وهو ما أغضب صديقتي، لكني في الواقع ارفض الانضمام لأي جمعية نسائية، بل ولا أتحمس اساسا لوجود مثل هذه الجمعيات والحقيقة انني لا أحب ان تعمل المرأة تحت تأثير احساسها بالاضطهاد ولا ان تعمل المرأة في مواجهة الرجل وكأنه عدوها اللدود، لأن عملها في هذه الحالة سيأتي كردود فعل عصبية تحمل شكل الدفاع او الهجوم، وهذا العمل لا يمكن أن يأتي بالخير لا لصالح النساء ولا الرجال ولا المجتمع كله ولنتخيل كيف يكون حال أسرة اذا كان الزوجان يعملان في مواجهة بعضهما ويحاول كل منهما انتزاع حقوقه من الآخر، بالتأكيد سيفسد جو الاسرة ويتحول البيت إلي جحيم، وهو ما ينطبق علي المجتمع الكبير اذا تربص النساء بالرجال او العكس. أتمني أن يعلم الرجل والمرأة أن عدوهما واحد ,وهوالتخلف بكل صوره فكريا واقتصاديا وعلميا، وانه لا مجال لاستمرار الحياة الا بالتعاون القائم علي الاحترام بين الرجل والمرأة الذي شاء الله لهما ان يتقاسما الحياة ويتقاسما معها جميع الحقوق والواجبات.