يبدو انه عام القصاص من الرؤساء الفاسدين والطغاة في أنحاء العالم.. فقد منعت السلطات الفلبينية الرئيسة السابقة جلوريا ارويو( 64 عاما) بعد 17 شهراً من خروجها من السلطة من السفر للخارج للعلاج وقدمتها إلي المحاكمة بتهمة الفساد وتزوير الانتخابات وانتهاك حقوق الانسان وتمويل انتخاباتها من أموال الشعب.. بهذا تكون ارويو ثاني رئيسة في الفلبين تقدم للمحاكمة.. كان الرئيس استرادا الممثل السينمائي سابقا قد اطيح بحكمه في 1002 بعد ثورة شعبية أسقطته بتهمة الفساد وسوء السلوك وحكم عليه بالسجن المؤبد الا ان نائبته جلوريا ارويو التي تولت الرئاسة في 2001 عفت عنه.. بتقديم ارويو (حكمت الفلبين من 1002 حتي 9002) للمحاكمة يكون الرئيس بتينو اكينو الثالث قد وفي بوعده الانتخابي بان يقدم للمحاكمة المسئولين عن الفساد في البلاد وعلي رأسهم ارويو. اكينو الثالث هو ابن الرئيسة كوري اكينو التي تولت الرئاسة بعد ثورة الشعب ضد حكم فرديناند ماركوس الفاسد في 6891 وهي تحظي باحترام كبير وحب الفلبينيين. الاتهامات التي وجهت لارويو اذا تأكد صحتها تجعلها تقضي ما تبقي من حياتها في السجن.. ترقد ارويو الآن في أحد المستشفيات الخاصة للعلاج من آلام في العظام تحت حراسة مشددة وارتفعت الأصوات مطالبة بنقلها لمستشفي حكومي وليس لجناح في مستشفي خاص. وقد تحول اثنان من حلفائها الي شهود ضدها. الأول هو رئيس لجنة الانتخابات الذي اعترف انها وزوجها امرا بتزوير انتخابات مجلس الشيوخ في 7002 لصالح حلفائها لتكون لها الاغلبية.. وكان قد ظهر شريط بصوتها تطلب فيه من رئيس لجنة الانتخابات تزوير الانتخابات وقد اعتذرت في التليفزيون عنه إلا انها رفضت الاستقالة.. اما الثاني فهو حاكم احد الاقاليم الجنوبية الفاسدين والذي يحاكم علي ارتكابه مذبحة بشعة راح ضحيتها 57 مواطناً بينهم 32 صحفياً وكان قد قام بتزوير الانتخابات في اقليمه لصالح ارويو وغير صناديق الانتخابات بأخري مزورة بشكل مكثف وقدم رشاوي للناخبين وهدد من رفض الرشاوي ومنعهم من التصويت.. واضطرت ارويو لابعاد زوجها للخارج لمدة عام بعد اتهامه في قضايا فساد وتزوير.. وقد لاحقت ارويو تهم بالفساد وسوء الادارة وفشلت عدة محاولات لانقلابات عسكرية ضدها. وفي 6002 اعلنت حالة الطوارئ لمنع محاولة انقلاب جديدة ضدها وقمعت الصحف المستقلة وسجنت معارضيها.. وانتشر الفساد بين چنرالات الجيش الذين سرقوا الأموال المخصصة للجيش. ارويو هي ابنة رئيس سابق حكم البلاد من 1691 وحتي 5691 وكانت زميلة دراسة لبيل كلينتون في جامعة چورچ تاون دخلت عالم السياسة بحصولها علي مقعد في مجلس الشيوخ لفترتين ثم انتخبت كنائب للرئيس في 8991 وقبل رحيلها عينت ألفا من حلفائها في وظائف حكومية.. وفازت بمقعد في مجلس النواب بعد ترك الرئاسة لحماية نفسها. وقد ادانت لجنة استماع في مجلس الشيوخ زوجها بتلقي رشاوي لاقناع ارويو بالموافقة علي صفقة مع الصين واضطرت للتراجع عن الصفقة.. وكان 3 من الشيوخ قد تقدموا بشكوي ضد زوجها وعدد من رجال الحكومة السابقة ومسئولين في البوليس بتهم الفساد. كما رفعت مجموعة من الكنيسة ضدها قضية لقيام قوات الامن في عهدها بقتل وتعذيب المواطنين.. وتم اسقاط احد حلفائها في مجلس الشيوخ بعد تَأكُد تزوير الاصوات لصالحه. الآن ستدفع ارويو ثمن جرائمها وفسادها وتقضي ما تبقي من عمرها في السجن هي وزوجها وحلفاؤها .. عقبال اللي عندنا.