أعرف اسم شيماء عاشور من الإنترنت، من موقعها، أو من خلال الرسائل التي تبثها يوميا بنشاط يدعو إلي الاعجاب، ومنها أعرف أخبار العمارة والعمران والعمرانيين، وخلال الأيام الماضية تفرغت لقراءة كتابها المهم عن المعماريين الرواد خلال الفترة الليبرالية، أي منذ عام 9191 وحتي 2591، بعد ثورة 9191 بدأ تأثيرها في الثقافة المصرية، في الأدب، الموسيقي، العمارة، في شتي مظاهر الحياة وفروع الثقافة، وهذا ما نأمل في حدوثه خلال الفترة المقبلة عقب ثورة يناير رغم صعود التيار الديني المعادي للثقافة بمعناها الواسع، من أهم المجالات التي انعكس فيها تأثير الثورة الليبرالية العمارة. ظهرت فكرة العودة إلي الأصول الأقدم، الفرعونية، وتجلت في أعمال عثمان محرم، وأيضا إلي العمارة العربية وتجسدت في المبني الرائع لبنك مصر (المقر الرئيسي بشارع محمد فريد) وظهر اتجاه التحديث في أعمال المعماريين الذين درسوا بالخارج، ولهذا الاتجاه أصول تتمثل في عمارة عهد الخديو اسماعيل، وسط البلد كما نعرفه، وقد بذلت الباحثة جهدا كبيرا بتعقب التأثيرات المختلفة علي عمارة الحقبة الليبرالية، خاصة تلك المباني التي تشكل المظهر العام للمدينة ولا نتوقف أمامها، مثل عمارة ليبون في الزمالك، وبحري في التحرير، والايموبيليا في وسط المدينة. تتوقف بالدراسة العميقة أمام أعمال المعماري انطوان نحاس والذي تلقي تعليمه بفرنسا وعمل في مكتبه مجموعة من مختلف الجنسيات، وهو من صمم عمارة بحري في ميدان التحرير، وعمارة دوس بوسط البلد، ومتري بجاردن سيتي، وغيرها. وليبون بالزمالك. وفريد الأطرش بالجيزة، وكنيسة الفرير بالظاهر، وتتجسد في أعماله العديدة الحداثة بمعناها الغربي في ذلك الوقت، أما المعماري الآخر الذي تقدم حياته وأعماله بدقة فهو علي لبيب جبر (8981 6691)، درس في مصر، وفي انجلترا، من أعماله المركز القومي للبحوث، نقابة المحامين، فيلا أم كلثوم التي هدمت للأسف، مبني مصنع كفر الدوار، إدارة شركة الغزل بالمحلة، والعديد من المباني للأثرياء، الدراسة تتناول مرحلة رغم قربها النسبي من زماننا إلا أنها لاتزال غامضة لقلة الدراسات عنها، وهذا الكتاب الفريد في مجاله يلقي الضوء علي بناة القاهرة في واحدة من أهم مراحلها، صدر عن مكتبة مدبولي في 844 صفحة.