أفكر كثيرا في موقف د. كمال الجنزوري رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني الحالي وكيف يمكن أن يتصرف في الفترة القادمة؟! وعلي طريقة برنامج إذاعي قديم كان اسمه علي ما أذكر ماذا تفعل لو كنت مكاني؟.. ويناقش الناس كيف يتصرفون لو وجدوا أنفسهم في ورطة معينة ويتم استفتاءهم حول كيفية الخروج من هذه الورطة. وبالطبع الدكتور كمال الجنزوري في ورطة هائلة فهو رغم خبرته الطويلة وكفاءته المعروفة في موقف لا يحسد عليه.. فهو يتولي رئاسة حكومة الإنقاذ الوطني في وقت بالغ الخطورة والدقة وكلنا نتابع ونري ونشارك في أحداث تاريخية جسام تمر بها مصر.. وعليه أن يتعامل مع كل ما يعاني منه المجتمع.. وعليه أيضا أن يجتاز بالأمة أصعب 7 أشهر قادمة حتي تنتهي الانتخابات الرئاسية في نهاية شهر يونيه القادم. كيف يمكن أن يتصرف د. الجنزوري وقد وافق علي أن يحمل هذا العبء التاريخي غير المسبوق في هذا التوقيت الصعب.. وخاصة أن من يعلنون رفضهم لتوليه رئاسة الحكومة كثيرون وسوف يترصدون الأداء بالطبع. في رأيي أن علي الدكتور كمال الجنزوري أن يبدأ بما انتهي إليه قبل تغييره في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، فقد استطاع في سنوات قليلة أن ينعش الحلم القومي ويعلن عن افتتاح العديد من المشروعات العملاقة التي كانت تحمل معها الخير والنماء لمصر.. تلك المشروعات التي تحمس لها كل مواطن علي أرض البلد وكانت تعطي الأمل في دفع عملية الإنتاج وزيادة معدلات النمو وزيادة نسبة التشغيل واستيعاب الأيدي العاملة الداخلة إلي سوق العمل. ولكن مع تغير حكومة د. الجنزوري السابقة وعلي طريقة تكسير إنجازات الحكومة السابقة.. عملت الحكومة التالية علي إفشال هذه المشروعات وعدم مدها بالبنية الأساسية والتسهيلات التي وعدت بها الحكومة من قبل.. وبالفعل تعثرت العديد من هذه المشروعات وأصبحت عبئا ثقيلا علي موارد الدولة وتحولت من حلم قومي كبير إلي كابوس يؤرق الدولة ويؤرق المستثمرين الذين وافقوا علي المشاركة ودعم هذه المشروعات ومنها مشروع توشكي الشهير ومشروع شرق التفريعة ببورسعيد ومشروع ترعة السلام بسيناء والحمد لله ان المشروع شبه الوحيد الذي نجا هو مشروع شمال غرب السويس ويحسب للمستثمرين فيه قدرتهم علي الصمود في وجه كل المعوقات المتعمدة وغير المتعمدة لإفشاله هو الآخر لأنه ينسب للدكتور كمال الجنزوري وأيضا مشروع شرق العوينات الذي نتمني أن يتم تقييمه لمعرفة إلي أي مدي وصل وهل حقق المستهدف منه أم لا.. في رأيي أن هذه يجب أن تكون البداية للدكتور كمال الجنزوري ليكمل ما يراه ويصل به إلي بر الأمان الذي يمكن أن يصبح طوق النجاة لمصر من أزمة اقتصادية حالكة بدأت تسيطر بظلالها علي المشهد الاقتصادي كله. أيضا أتمني أن أعرف كيف سيتعامل د. كمال الجنزوري مع ملفات الصحة والتعليم والإسكان والطرق.. ومع ملفات الأمن وانفلات الشارع. هذا مع وجود برلمان جديد بعد الثورة يلعب فيه التيار الإسلامي دور الأغلبية المطلقة فكيف سيكون التعامل مع الملف التشريعي والرقابي في وجود هذا التيار. كلنا نترقب أداء د. كمال الجنزوري رجل السياسة القوي في مرحلة سياسية واقتصادية حرجة.. وليسأل كل واحد منا نفسه.. »ماذا تفعل لو كنت الجنزوري؟«