لينجح من ينجح في الانتخابات البرلمانية، اخوان.. سلفيين او كتلة او غيرهم فطالما ان الشعب هو الذي اختار فعلينا جميعا مؤيدين او معارضين وقفنا في التحرير او تظاهرنا في العباسية ايدنا المجلس العسكري او طالبنا برحيله ان نحترم إرادة الجماهير. الخوف الذي ابداه الكثيرون من نتائج المرحلة الاولي لنجاح التيارات الاسلامية ومرشحيها في حصد العديد من المقاعد الفردية اوالاعادة عليها والحصول علي اعلي النسب من الاصوات في القوائم قد يكون له اسبابه بعد عقود من الزمن ترسخت خلالها في عقول الناس دعايات الحكم السابق الذي نعتهم بالتطرف والتزمت في التعامل فأبعدهم تارة واعتقلهم أخري ووصفهم في احيان كثيرة بالتيارات المحظورة فانقسمت بشأنهم الاراء فتعاطف معهم البعض وخاف من آرائهم اخرون. الخوف يأتي من ان الناس لايعرفون علي وجه الدقة اذا جاءت الانتخابات بهم ليحققوا الاغلبية بالمجلس التشريعي او باعتلاء سدة الحكم في مصر كيف سيحكمون او كيف سيشرعون وبأي منهج او طريقة خاصة وانهم بصدد المطالبة بصياغة مواد الدستور الجديد الذي نحلم به ليحكمنا جميعا خلال الاحقاب القادمة. لا يعيب هؤلاء ان ينسب اليهم البعض القول بأنهم كانوا شديدي التأثير علي البسطاء بدعاياتهم الدينية خلال المرحلة الاولي فهم لايخفون اتجاهاتهم ولا أهدافهم حتي قبل ثورة 25 يناير التي بان اثرها في هذا الاقبال غير العادي من الناخبين والذي حقق رقما قياسيا بلغ 62٪ وهو مالم يتحقق من قبل في اي انتخابات حتي التي كان الحزب الوطني يقوم بتزويرها لقد خرج الناس بكل حرية ليقولوا كلمتهم وهو ماشهد به العالم كله رغم بعض المخالفات التي شهدناها من استمرار الدعاية الانتخابية في مرحلة الصمت وهي التي تسبق الانتخابات بيومين مباشرة واثارت الكتل الأخري ووعدت اللجنة العليا للانتخابات ان تتفاداها في المرحلتين الثانية والثالثة حتي تكون النتائج حقيقية بلا أي ثأثير. ماستسفر عنه نتائج الاوراق من داخل الصناديق في نهاية الانتخابات سيكون هو إرادة الشعب سواء وصل الاسلاميون او السلفيون او غيرهم وعلي الجميع ان يحترم هذه الرغبة والارادة التي عبرت عنها الجماهير بكل حرية، وطالما ان الشعب هو صاحب السلطة العليا فإن الخوف من قدوم الاخوان او سيطرة السلفيين لا محل له بمثل درجة القلق من وجودهم والذي ابداه الكثيرون. نحن نشرع ونختار لمستقبل مصر وابنائنا وعلينا ان نضع من الضمانات والقوانين والضوابط مالا يسمح لاي تيار ايا ما كان ان يفرض سيطرته او ارادته علي الشعب حتي ولو كانت له الاغلبية داخل البرلمان او وصل للحكم كما كان يفعل الحزب الوطني المنحل. لقد عانينا من العبث بالدستور واستباح حزب الاغلبية والفاسدين فيه مصر وشعبها ومواردها وثرواتها وهو مالن يسمح به هذا الشعب الثائر مرة اخري . فليقول الشعب كلمته بكل طوائفه وليختار بدقة يلزمها الوعي الكامل اللجنة التي ستضع الدستور الدائم لمصر ، دستور نختار مواده جميعا دون ان يفرضها علينا احد، دستور يرعي سلامة الوطن ويحافظ علي كرامة المواطن ويحدد بدقة صورة الدولة وكيفية ادارتها ونظام الحكم واختيار الرئيس ومسؤليته ووضع الاطر القانونية لها وطرق المحاسبة البرلمانية والجنائية والضوابط التي تحكمنا جميعا دون ان نغلب فصيلا علي آخر حتي ولو كانت له الاغلبية البرلمانية ، ان نضع من القواعد التي تضمن عدم المساس به أو تغيير مواده حسب الهوي. لقد وصل الرئيس السابق حسني مبارك الي رئاسة الدولة في استفتاء حر ونظيف وبإرادة الشعب بعد ايام من اغتيال الزعيم الراحل انور السادات ولكن الحال تغير لما بدأ الزبانية المحيطون به في تصويره علي انه الزعيم الملهم فعبثوا بالدستور والقوانين وفصلوها علي هواهم ووجد فيها الحاكم ضالته ففسدت الدولة كلها ولو استمر الامر لعدلوه لينص علي اقرار التوريث الذي كانوا يرغبون فيه. الدستور والقانون هما الاطار الذي يجب ان نتمسك بهما لبناء الدولة الحديثه اذا احسنا صياغتهما حسب مصالحنا والشعب هو الضمانة الحقيقية للحفاظ عليهما ايا من كان علي سدة الحكم. دستور بأجماع الشعب لا يفرضه أحد . لن يسمح هذا الشعب بعد اليوم ان تكون هناك فزاعات للارهاب طالما انه عرف الطريق الي الميادين واستعذب طعم الثورة والانقلاب علي الاوضاع الفاسدة وطالما ظل يؤمن بأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق الي يوم الساعة.