نحن نعرف من البداية أن هذا البرلمان الذي تجري انتخاباته لن يكون برلمان الثورة، ولكننا لن نسمح مطلقا باستخدامه لاغتيال الحرية وخنق الابداع.. وعندما توقفنا بالأمس عند تصريحات مستفزة لأحد قيادات الجماعات السلفية تفتح الطريق لمحاكم التفتيش.. فلأننا لا نريد للخطأ أن يأخذ مداه، ولأننا نعرف ان هذا ليس رأي الاسلام، ولأننا نريد أن نقول انه مهما حدث فان مصر لن يتم اختطافها، وان الثورة ستنتصر حتما في النهاية علي كل قوي التخلف وكل دعاوي الجهالة! ان الذين فشلوا في اغتيال نجيب محفوظ حيا يريدون الان ان يغتالوه ميتا!! والذين اخفقوا في خنق افكار النهضة والتقدم التي أيقظت مصر والعالم العربي واخرجتهم من ظلام العصور الوسطي، يستأنفون معركتهم الآن ضد كل ما نملكه من تراث حضاري وابداع فكري وثقافي، حتي يفرضوا رؤيتهم بالقضاء علي الدولة المدنية، وحتي يضعوا الدستور الجديد بعقول لا تعترف إلا بحضارة طالبان وبعيون لا تري الديمقراطية إلا في بقايا الصومال! ان المعركة الحقيقية من اجل الديمقراطية والحريات لم تبدأ بعد. ولا ينبغي للمثقفين المصريين ان يفقدوا الثقة في حتمية الانتصار فيها. ان من يملكون تراث الطهطاوي والنديم وطه حسين واجيال من المفكرين والمبدعين الذين قدموا اعظم التضحيات لن ينهزموا اليوم امام خفافيش الظلام! لكن السؤال يبقي: اذا لم يبادر المثقفون المصريون لاقامة التحالف الوطني للدفاع عن الحريات ولحماية صحيح الاسلام.. فمتي يتحركون؟!