قبل الانتخابات بأسبوع.. : جلست مع ابني وزوجته وابنتي قالوا »في طلقات انتخابية سريعة«: هاتعملي إيه في الانتخابات ؟ إيه رأيك في الأحزاب والكُتل والانتخابات والمرشحين والمرشحات.. افتحي النت واعرفي المزيد من المعلومات علشان تحددي اختياراتك.. وكمان علشان تعرفي موقع لجنتك؟ يومين قبل الانتخابات.. ابني: كل واحد منا لجنته مختلفة، مين هيوصلك اللجنة؟ زوجة ابني بحماس : تحبي أوصلك ؟ ابنتي : بصي ممكن نتفق بكره علشان أجيب لك معلومات أكترعن لجنتك والخريطة. قبل الانتخابات بيوم (1) .. ابنتي : هاطلع لك الخريطة من النت واكلمك من الشغل. أنا: أطلب رقم 140 - إيه العظمه ديه.. مش مصدقة الرد يحمل كل بياناتي الانتخابية.. مقر لجنتي.. العنوان بالتفصيل.. رقم لجنتي.. رقمي في الكشف -أقول لنفسي ولماذا أزعج الأولاد بتوصيلي! (فجر) يوم الانتخابات.. أقرر أن أتسلل ..أفاجئ الأولاد بأنني بالفعل في اللجنة، ولم لا ؟الدنيا اتغيرت والحماس جميل وممارسة الحريه شئ رائع!. تفاجأت بابنتي .. معقول صاحية من النجمة! ابنتي : انتخابات .. انتخابات .. كل بنات وستات وجدات مصر نازلين بدري جدا! في الطريق للجنة »الساعة 8 صباحا«.. تقفز صديقة ابنتي إلي السيارة.. تُقبلني بحب.. بحماس.. بتفاؤل وبهجة.. الشمس مشرقة زي الفل.. الشوارع زحمة.. تُهنا بحثا عن اللجنة.. أخيراوصلنا..طابور السيدات طويل ومذهل وبلا نهاية.. أسلم نفسي له وتنطلق البنات لضحكات صباحهم الممزوجة بالبهجة! ماهذه الروعة.. الحماس.. ماهذا الحب الذي يسكننا لمصر.. الطابور طويل .. الكثيرات تحملن صغارهن.. والكثيرات من كبيرات السن (60-90) يقفن باصرار .. الفروق متباينة في السن في الزي في المستوي الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، وفي التوجهات الانتخابية، والوعي ، حتي أن واحدة لم تسأل الأخري »من ستنتخبين ؟« وكأننا مارسنا هذا الحق طوال أعمارنا ؟ لايقطع حديثنا إلا الموبايل من الأبناء والأزواج يسألون عن أحوالنا ويندهشون من عدم شكوانا من طول الطوابير ، كنا في حالة نشوة من حب مصر.. حتي "الرغي" هذا اليوم اختلف لم يكن هناك حديث عن الموضة أو الأزواج أو فنون الطعام أو غيرها ، الحديث فقط عن دور لابد وأن نؤديه نرد به جميل أبنائنا الثوار ممن استشهدوا وجرحوا وفقدوا عيونهم من أجل مصر .. التعاون كان مشهودا والرعاية مكفولة والنظام واجبا وآداء الواجب الوطني حقا! عندما كتبت قبل الانتخابات مقالي الأول عن المرأة المصرية بعنوان »صوتك ياست الكُل« لتشجيع المرأة علي الإدلاء بصوتها ولإقناعها بقيمة صوتها الانتخابي - لم أكن أتوقع هذه النتيجة المبهرة - أما وقد أثبتت المرأة المصرية جدارتها ووعيها السياسي وأنها قادرة علي فعل التغيير في خريطة انتخابات الوطن، فقد أصبح عليها ألا تتنازل عن حقها في شراكة فعلية في إعادة إنتاج مستقبل مصر بكُل أحلامه وصيغه ومقدراته، وأن تغير نظرة العالم ونظرة رجال الساسة والأحزاب للنساء المصريات وسيقدرون قيمتها وقامتها، وأن عليهم وضعها وأحوالها ورؤيتها ورغباتها السياسية والوطنية في خانة الاهتمام بعد ان كانوا ينظرون لهن من الجانب السياسي علي أنهن مجموعة من الواهمات، أو المهمشات أو مكملات المشهد السياسي..ولكننا اليوم انتزعنا وجودنا .. وقيمة أصواتنا وحق مُترشحاتنا وناخباتنا وبعد اليوم سيتم عمل ألف حساب لكُتلتنا السياسية »كُتلة ست الكُل«! مسك الكلام .. ضحكة من علي النت " احنا شعب محظوظ بجد .. طلبنا الحرية.. خذنا الحرية والعدالة كمان !" شعب مصري جميل وامرأة مصرية أجمل.