رغم مايؤخذ علي المجلس العسكري من تباطؤ أدي لتفاقم الأمور، لكننا نحمل تقديراً للجيش وقادته فهو الحصن الباقي، والبوتقة التي انصهرت فيها أرواح المصريين ليعيدوا النصر والكرامة. وما قدمه الجيش بحماية ثورة 25 يناير لايحتاج لدليل. وتأتي الاستجابة بتحديد فترة زمنية لترك السلطة دليلا علي عزمه ترك السلطة، لكن المطالبة بترك الحكم فورا يتطلب مراجعة لنبتعد عن الفوضي. وماحدث في العباسية من مظاهرات حاشدة لتأييد المجلس العسكري يؤكد أن ميدان التحرير ليس مصر، فقد تحركت الأغلبية الصامته لتعطشها للإستقرار، فيجب وضعها في الاعتبار! ولعل إصرار الجيش علي إجراء الانتخابات دليل السعي للديمقراطية. ويأتي اختيار د. كمال الجنزوري خطوة مهمة لإعادة الثقة لتاريخه المشرف وأياديه الطاهرة. فهو رجل المرحلة الحرجة. وربما لا يعرف كثير من شباب التحرير تاريخه، فقد استبعده النظام السابق خوفا من شعبيته، وراجت ضده حملات التشويه لكن تاريخه النظيف كان كفيلا بمحو الافتراءات. إنها خطوة تلقي رواجا بين مؤيدي العباسية يناصرهم ملايين عايشوا الجنزوري وإنجازاته، ويرفضها مجموعة من شباب التحرير لا يستسيغهم إتمام الانتخابات لانعدام رصيدهم بالشارع. إننا نشد علي أيدي المشير محمد حسين طنطاوي الذي أثبت فروسيته وترفعه عن الصغائر، لكننا نطالبه بكشف المحرضين والمتآمرين. بين العباسية والتحرير رفض وتأييد وشعب طيب يعرف قدرالجيش ووطنيته فهيا نتحد حبا في الوطن.