في السابعة والنصف مساء بتوقيت القاهرة »الخامسة والنصف بتوقيت المغرب« وعلي ملعب مراكش الدولي بالمغرب يبدأ المنتخب الاوليمبي أولي خطوات الطريق إلي اوليمبياد لندن الصيف القادم.. يلتقي في المباراة الأولي للمجموعة الثانية مع منتخب الجابون بدون معرفة كاملة بالمنافس باستثناء تسجيل لمباراة ودية بين الجابون والمغرب انتهت بفوز الأخير 1/صفر.. والتجارب الودية لا تقدم واقعا حقيقيا للفرق إلا من التعرف فقط علي العناصر الفردية الواجب الاهتمام بمراقبتها في الملعب.. أما طريقة اللعب فهي لا تظهر للأعين المتابعة مكتملة، بل ربما يتعهد المدربون اخفاء الطريقة لخداع الخصوم. ولأن الأجواء العامة مهمة للغاية للفرقة الطامعة في اعتلاء منصة التتويج.. فإن أجواء مراكش تبدو من الوهلة الأولي في صف منتخبنا الذي يلعب في مجموعة تخلو من الحساسية العربية حيث يواجه الجابون وجنوب افريقيا وكوت ديفوار عكس المجموعة الأولي التي تبدو فيها هذه الحساسية حاضرة بوجود منتخب المغرب والجزائر »الجارتين« مع السنغال ونيجيريا. وبحكم التصنيف العام لكرة القدم الافريقية التي تعتمد أولا وأخيرا علي انجازات المنتخبات الأولي الكبيرة.. فإن مجموعة مصر تتراجع خطوة أمام تاريخ وانجازات نيجيريا والسنغال والمغرب والجزائر. إذن الشعور العام بين أفراد البعثة المصرية في مراكش يتوافق تقريبا مع الشعور العام في الشارع المصري بأن المجموعة الأولي أقوي من الثانية وأكثر شراسة. وربما أقل فرصة للمنافسين للمغرب صاحب الأرض والجمهور، حيث تحاصر المنتخب المغربي ضغوط الجمهور والإعلام بأن يعتلي منصة التتويج بطلا ليبقي الصراع علي المركز الثاني بين المنتخبات الثلاثة الأخري. تعاطف.. ولكن وتمتد الأجواء العامة الايجابية إلي التعاطف »المغربي« مع منتخب مصر »العربي«.. حيث لا تقفز حساسية مواجهات الأشقاء ماداموا بعيدين عن بعضهم البعض في المنافسات.. وإلي حين أن تحدد مجريات المنافسة لقاءات المربع الذهبي واحتمالات لقاء مصر والمغرب، فإن العاطفة موجودة من المغاربة جمهورا واعلاما تجاه المنتخب المصري، وهي واحدة من الأجواء الجيدة المناسبة التي تساعد المنتخب في مشواره.. ولا تقابل أي مغربي في مراكش إلا ورحب كثيرا بفكرة صدارة مصر لمجموعتها والاستعداد للذهاب إلي الملعب لمساندة المنتخب.. علاوة علي ما تقدمه الصحف من تأكيدات علي هذا التعاطف الذي أصبح أحد أسلحة الفريق التي يتفوق بها علي منافسيه. وتمتد الأجواء الايجابية إلي الحماس »الفطري« للاعب المصري عندما تضع أمامه التحديات كمهمة وطنية خاصة في ظل ظروف عصيبة تمر بها مصر وترفع سقف الوطنية إلي ذروته.. واللاعبون يعرفون جيدا ان اثارة المنافسات في مراكش تلتقي مع إثارة مطالب الحرية في ميدان التحرير.. وهم مع الجهاز الفني وإدارة البعثة يريدون أن يرسموا »بسمة« علي وجه المصريين الذين تعبوا من تحديات الثورة. الشعور بالمسئولية ومن الايجابيات ايضا الشعور بالمسئولية وعدم الاستهانة بالمنافسين واستيعاب طبيعة الكرة الافريقية في هذه المرحلة السنية والاحساس العام بأن المهمة صعبة.. وكذلك »فهم« إدارة البعثة لطبيعة اللاعب المصري الذي يحتاج دائما إلي حصاره بالشحن المعنوي.. وجاءت تصريحات أحمد مجاهد رئيس البعثة موجهة إلي هذه الزاوية بالتحديد.. قائلا للاعبين إن مصر لن ترضي بأقل من مركز مرموق في التصفيات واللعب في النهائي.. وهذا يتطلب جدية وتركيزا واحتراما للمنافسين.. وهي نفس المعاني تقريبا التي نقلها حازم الهواري المشرف علي المنتخب إلي اللاعبين بمجرد لحاقة بالبعثة أول أمس ومشاركته في عملية التجهيز النفسي للفريق.. وأيضا تتسع مهام هاني رمزي المدير الفني وجهازه المعاون لتتجاوز مجرد الإعداد الفني إلي الإعداد المعنوي والتشديد علي أن الفريق الذي يملك كل هذه الامكانات الفنية يجب أن يتفوق.. ويجب أن تكون الخطوة الأولي هي الامكانات الفنية يجب أن يتفوق.. ويجب أن تكون الخطوة الأولي هي الفوز علي منتخب الجابون في مباراة يصر رمزي كل ساعة علي انها الأصعب في البطولة لما لآثارها وتبعاتها من تأثير علي باقي المباريات. شيء من القلق أما الأجواء المثيرة للقلق.. تبرز أولا في توالي الإصابات التي طالت عددا من العناصر الأساسية المهمة وآخرها فقدان الأمل في مشاركة الدفاع سعد سمير الذي تم استبعاده من قائمة الفريق النهائية بالإضافة إلي أحمد حمودي وعمرو السولية بعد صعوبة تجهيزهما للبطولة وعدم وضوح موقف أحمد شكري.. وما سبق ذلك من افتقاد جهود نجوم مؤثرين مثل صلاح سليمان مدافع الزمالك الأساسي والحارس المتميز أبوجبل واللذين خرجا من المنتخب لسوء السلوك واشتباكهما معا.. هذه الأسماء رنانة حتي في أنديتها وكان المنتخب في حاجة ماسة لجهودها.. إلا أن هاني رمزي يرفض بشكل قاطع المغامرة بالاعتماد علي أي لاعب مصاب ويؤكد أن البطولة تحتاج إلي لاعب جاهز بدنيا. ورغم ذلك مازال هيكل المنتخب عامرا بالاسماء المتميزة التي لها دور في فرق انديتها مثل أحمد الشناوي وإسلام رمضان وعمر جابر وأحمد شرويدة ومحمد صلاح ومحمد النني وشهاب الدين أحمد وحسام حسن وأحمد كوكا المحترف بالبرتغال.. وهي اسماء كافية للتميز علي المنافسين. ويأتي الطقس والأمطار لتضاف مجازا إلي الأجواء السلبية حيث لا يتعود اللاعب المصري علي اللعب بكامل تركيزه تحت الأمطار.. إلا أن الذهاب مبكرا إلي المغرب أصر الفريق بجرعة جيدة من التعود علي مثل هذه الأجواء.. وأخيرا غموض الفرق المنافسة يمثل أحد مشاكل المنتخب إلا أن الأزمة ربما تقتصر علي المباراة الأولي حيث تتاح الفرصة للجهاز الفني لمتابعة مباراة جنوب افريقيا وكوت ديفوار اليوم والتعرف علي كل شيء علي الطبيعة. ثم تجدر الاشارة إلي أن المنتخب تعادل مع السنغال مرتين وديا 1/1 وصفر/صفر وهو مؤشر يوحي بصعوبة المهمة ويطرح علامات استفهام حول الفاعلية الهجومية. بطاقة تعارف الجابون ونعود إلي أول منافس في التصفيات.. وقد احتاج منتخب الجابون جهدا كبيرا للتعرف عليه نظريا ببعض المعلومات.. وقائمته تضم: فبيانجوي وليونيل ياكوبا وموللر كامبمبا وفرانك اوييجي انجوميا وأكوا ايبانجا وإبراهيم ندونج وألان نونو ورونان انتستوجا ويوهان لنجولا ما وليفي مادين وألكسندر ندومبو واسماعيل أبوجو ومابيكو بوسوجو ولاندري أوبيانج وهنري ندونج وويلي ميكييلا وأندريه وبوكوبيوجو وإبراهيم نودونج وسامسون مبينجي وتيفي نزاري ونيك موندونجا.. ومن بين هؤلاء يبرز المحترفون مادتيدا ليفي بنادي سلتا فيجور الاسباني، وأندريه بيوجو بنادي بوردو الفرنسي، والكسندر وندومبو بنادي أوليانز الفرنسي. علاوة علي تميز لاعبين محليين آخرين. وتبقي الاشارة إلي أن أربعة منتخبات من ممجموعتي مراكش وطنجة تصعد للدور قبل النهائي »الأول والثاني من كل مجموعة.. ويتأهل لنهائيات دورة لندن الاوليمبية المنتخبات الثلاثة الأولي، بينما يلعب الرابع مباراة حاسمة مع منتخب آسيوي«.