اتفقوا علي الخيار الأول بتولي فرقة كوماندوز اقتحام المقر المحتمل لأسامة بن لادن الذي يبعد 50كم عن العاصمة الباكستانية إسلام آباد. أعوان الرئيس الأمريكي باراك اقترحوا اسناد هذه المهمة إلي مجموعة الكوماندوز السادسة L'Equipe Six أفضل الفرق الخاصة التي يرمز لها بالحروف Seals بحر/ جو/ أرض التابعة للبحرية الأمريكية. ظهرت هذه الفرق المتميزة خلال حكم الرئيس جون كيندي عام 1962، والهدف منها القيام بالمهمات القتالية الأكثر خطورة والأشد دموية. المتقدمون للانخراط في فرق ال Seals يتلقون تدريبات صعبة لمدة 5سنوات لتهيئتهم وإعدادهم للمهام المنتظرة منهم. بعدها يخوضون بنجاح ما يسمي: »الأسبوع الجهنمي« قبل الاعتراف بلياقتهم وصلاحيتهم. خلال هذا الأسبوع لا يسمح لهم بالنوم أكثر من 4ساعات موزعة علي ستة أيام، والجري ساعات حتي تتقطع أنفاسهم وقبل توقفها، إلي جانب السباحة في بحار عالية الأمواج ومياهها تكاد تبلغ درجة التجمّد، انتهاءً بالزحف لمسافات طويلة في مستنقعات وبرك طينية! مجموعة الفرق الخاصة تفرعت منها المجموعة السادسة L'Equipe Six لتكون الأفضل، والأقدر، والأصلح ، لتنفيذ العمليات الأصعب. وقد وصفها الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودوارد بأنها مخصصة للعمليات الأكثر أهمية، وتتميز بأنها تقتحم بسرعة وتنسحب بنفس السرعة، وعادة ما تقتل كل من تراه أو تقابله في الموقع! عملية الانقضاض علي بن لادن كانت غير عادية ومختلفة. فالهدف المعلن كما قال باراك أوباما، وكما كان جورج بوش يردد هو السعي للقبض علي المسئول الأول عن هجمات 11سبتمبر وتقديمه إلي أيدي العدالة، لكن الهدف السري كان اقتحام مقر أسامة بن لادن واغتياله. فلا أحد في الإدارة الأمريكية السابقة، والحالية أراد أو يريد، كما قال القائد العسكري الأمريكي دالتون فوري، القبض علي بن لادن حياً وتقديمه للعدالة. فلو حدث هذا فالمتوقع أن يحوّل زعيم القاعدة محاكمته إلي سيرك ينقل الحرب من آسيا إلي الشرق الأوسط (..) الأسابيع القليلة التي سبقت عملية الانقضاض علي بن لادن شهدت جدلاً وتوتراً بين المؤيدين للعملية والقلقين من احتمال فشلها . القلقون اشترطوا أن يتأكد وجود أسامة بن لادن في هذا المبني بنسبة 100٪، وذلك رداً علي رئيس وكالة المخابرات سي آي إيه الذي ضمن هذا الوجود بنسبة تتراوح بين 60إلي 80٪ فقط. المؤيدون أبدوا تخوّفهم من تأجيل تنفيذ العملية مما قد يتيح الفرصة أمام بن لادن لمغادرة المبني والاختفاء عن السمع والبصر.. كعادته. ولإنهاء هذا الجدل عقد أوباما اجتماعاً يوم 28أبريل 2011 استمع فيه إلي سيناريو العملية كما يراه مؤيدوها والقلقون من سلبياتها، بعدها أوقف الرئيس الأمريكي هذا الجدل قائلاً: [إنني لن أصارحكم بقراري النهائي الآن. سأعود إلي نفسي لأعيد النظر في كل ما سمعته ثم أصدر قراري. وأعدكم بأن القرار لن يتأخر]. في اليوم التالي مباشرة.. دعا أوباما أربعة فقط من كبار معاونيه إلي اجتماع في القاعة الدبلوماسية بالبيت الأبيض. الاجتماع لم يستغرق سوي دقائق أنهاه الرئيس الأمريكي بإعلان قراره بالبدء في تنفيذ العملية فوراً. .. وللحديث بقية.