د . عصام شرف يتحدث للصحفيين أثناء مغادرته مجلس الوزراء ويؤكد لمصلحة من ما يحدث في البلد.. خاصة ونحن نقترب من تحقيق أهم أهدافنا للتحول السياسي للديمقراطية ألقت الاحداث المتصاعدة في ميدان التحرير وعدد من المحافظات أمس بظلالها علي مقر مجلس الوزراء الذي سيطرت عليه حالة شديدة من الوجوم والسكون والترقب.. ورغم تواجد معظم العاملين في المجلس كما هو معتاد كل يوم، إلا أنه بدا موحشا وكأنه يخلو من وجود أحد فيه وصل د. عصام شرف رئيس الوزراء لمقر المجلس في نحو الساعة العاشرة صباحا وكان في استقباله ببهو المجلس د. سامي زغلول الأمين العام للمجلس ومدير لأمن وطاقم مكتبه الخاص، ولم يحضر إلي المجلس أمس أي من مستشاري د. شرف، وفور وصول رئيس الوزراء استقل المصعد يرافقه طاقم حراسته للطابق الثاني مقر مكتبه،حيث طلب عدم دخول أحد عليه حتي طاقم السكرتارية الخاص به، الا بناء علي طلبه. وفي الساعة الحادية عشرة والنصف وصل إلي مقر المجلس د. علي السلمي نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطي والذي توجه علي الفور إلي مكتب د. شرف ومكث معه حتي الساعة الثانية عصرا، والتي بدأ فيها توافد الوزراء فايزة أبو النجا »التخطيط والتعاون الدولي« وفخري عبدالنور »السياحة« والمستشار محمد عبدالعزيز الجندي »العدل« ود. أحمد جمال الدين »التربية والتعليم« ود. أحمد البرعي »القوي العاملة والهجرة«. وذكرت مصادر بالمجلس ان د. شرف التقي كل وزير بمفرده، ثم اجتمع معهم جميعا لقرابة الساعة. حيث تم استعراض تطورات الموقف بالشارع بالعاصمة وفي الساعة الثانية اعلنت حالة الاستعداد بالمجلس لمغادرة د. عصام شرف.. فقد سارع إعلاميو المجلس بانتظار د. شرف علي سلالم المجلس لسؤاله عن تلقيه رد المجلس العسكري بقبول إستقالة الحكومة أو رفضها إلا أن مدير الأمن بالمجلس طلب من الاعلاميين مراعاة الظروف التي يتعرض لها د. شرف وعدم الوقوف في انتظارة وهو ما رفضه الاعلاميون.. واثناء تحدث مدير الامن مع الاعلاميين، حضر أحد أفراد الامن وطلب مدير الأمن للتحدث معه علي انفراد، ثم سارع الاثنان بالصعود إلي مكتب رئيس الوزراء وهو ما ترتب عليه السماح للاعلاميين بالبقاء في مكانهم، بناء علي تعليمات من د. شرف الذي خطا اولي خطواته علي سلالم المجلس في الساعة الثالثة والربع عصرا، ومن اللحظة الاولي بدا واضحا تماماً انها لحظة وداع د. شرف لمقر مجلس الوزراء وأن أمس هو يومه الاخير رئيسا للحكومة. وحرص د. شرف قبل ان يستقل سيارته التي كانت في انتظاره علي الرد بشكل سريع علي اسئلة الاعلاميين حيث قال: كل ما أستطيع قوله هو أننا كوزارة نفذنا مطالب الشارع المصري وتقدمنا باستقالة الحكومة واضاف شرف انني ارجو كل واحد في هذا البلد ان يضع البلد في اعتباره وان يعمل علي تهدئة الاوضاع واكد شرف نحن كحكومة علي استعداد لأن نفعل أي شئ لمصلحة هذا البلد ونتطلع الان يكون الجميع لديهم هذا الشعور.. وتساءل شرف لمصلحة من ما يحدث في مصر الآن.. انني أناشد الناس ان تهدأ وتعود.. لقد نفذنا ما يريده الناس ونحن علي استعداد أن ننفذ بإذن الله اي شيء آخر تريده الناس منا. واختتم شرف تصريحاته للأعلاميين بالتأكيد علي ضرورة ان تكون الاولوية لمصر، وقال لقد اقتربنا من تحقيق اهم اهدافنا وهو المضي نحو الديمقراطية واجراء الانتخابات لنخطو خطوة كبيرة علي طريق التحول السياسي للديمقراطية. وقبل ركوب شرف لسيارته قال بصوت ضعيف يغلب عليه الاختناق: ارجو من الناس ان يحموا مصر خلال هذه الفترة والحرجة والدقيقة. ثم غادر شرف مقر المجلس، بينما غادر بقية الوزراء هم الاخرون في سياراتهم. كما غادرت قيادات الامانة العامة لمجلس الوزراء مقر المجلس فور مغادرة د. شرف. وأكد مدير أمن المجلس ان تعليمات صدرت بمغادرة جميع العاملين بالمجلس في تمام الساعة الثالثة عصراً .