بقلم :جمال الشرقاوي [email protected] بداية لابد من تسجيل أن »التصرف الغريب« لوزير التعليم والبحث العلمي - كما وصفته »الأخبار«.. وطرده رئيس مدينة مبارك العلمية -كما فهمت ونشرت جميع الصحف- هو أمر شاذ، لم يحدث له مثيل في تاريخ المجتمع العلمي المصري.. علي كثرة ما يعاني من سلبيات: فلم يكن لائقا بالدكتور هاني هلال أن يعنف الدكتور محمد السعدني بهذه الكلمات التي لا يجب أن تقال وأين؟.. أمام لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشعب.. المدعوة خصيصا لبحث المشاكل التي تعرقل عمل مدينة مبارك التي يرأسها الدكتور السعدني. حتي لو كان الوزير يري ان د. السعدني أخطأ وأرسل مذكرة بمشاكل المدينة مباشرة الي اللجنة.. فقد كان يجب عليه أن يتجاوز ذلك أمام اللجنة، ثم يعاقبه بعد الاجتماع، خاصة أن ما طلبه د. السعدني هو في الصالح العام للبحث العلمي، وليس فيه ما يبرر هذه النرفزة من د. هاني. لكن واضح من تداعيات الواقعة أن د. هاني يعتبر نفسه، بما أنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أنه رئيس كل رؤساء الجامعات والمراكز العلمية. وهنا تكمن المشكلة، فهذا الفهم غير الصحيح هو الذي جعل »ذات« الوزير تتضخم بأكثر مما يجب. هذا ما جعله يتصرف بغرابة، عندما قال لرئيس الهيئة العامة لمدينة مبارك العلمية والتطبيقات التكنولوجية: »أنتظرني في مكتبي« وعندما قال في البيان الصحفي الذي أصدره: »أن السعدني تجاوز وخرج عن قواعد اللياقة والاحترام.. مع رؤسائه«. ثم اضاف في تصريح لاحق انه »المسئول الأول أمام القانون لمحاسبة رؤساء الجامعات والمراكز«. وفيما أعلم، فإن وزير التعليم العالي هو »ضابط اتصال« بين مجلس الوزراء والهيئات العلمية. وليس رئيسا لرؤسائها فكلهم وزراء مثله. تماما كما أن وزير الادارة المحلية ليس رئيسا للمحافظين، لأنهم جميعا وزراء مثله. كما ان محاسبة رؤساء الجامعات والمراكز ليست قانونا منوطة به. وإنما بمجالسها ومجالس إدارتها.. بما في ذلك مدينة مبارك العلمية. وعاقب الوزير -بهذا الفهم الخاطيء- الدكتور السعدني، بحجة أنه هو الذي قرر ندبه لرياسة المدينة.. وبالتالي فهو من حقه انهاء انتدابه. هكذا المسألة تخص ذات سيادته.. وكأن الانتداب لم يتم بناء علي حيثيات. وأن العزل يتم لمجرد أن الوزير لم يعجبه تصرف للسعدني. أما ما أحدثه الدكتور السعدني من طفرة في المدينة في جميع النواحي. أما ما حققه من انجازات كبري في ثلاث سنوات فقط.. يكفي منها ان المدينة قدمت 43 براءة اختراع في عام واحد واختيرت مقرا للأمانة الدائمة لوديان التكنولوجيا وشرعت في اقامة اكبر مجمع استثماري في اقتصاد المعرفة. وأوشكت ان تنتهي من اقامة مركز الدراسات قبل الاكلينيكية وهو فتح جديد للبحث العلمي المصري. هذه هي الأمور التي يوزن بها القادة العلميون. وليست الأمور الشخصية العابرة. فهل يملك الدكتور هاني هلال فضيلة الرجوع للحق.. وتغليب مصلحة الوطن والعلم.. وتصحيح قراره!؟ هذا ليس من أجل الدكتور السعدني.. وهو يستحقه.. وانما لصحه مجتمع العلماء.. أمل مصر في التقدم.