انتقدت صحيفة نيويورك تايمز، نظام التعليم في مصرلأنه يرتكز علي الحفظ عن ظهر قلب للمناهج الدراسية وصبها في ورقة الإجابة عند الخضوع للامتحانات، وقالت إن التعليم في مصر، شأنها شأن عدد من الدول العربية، لا يشجع علي الإبداع أوالابتكار، وتناولت الصحيفة تدهور العملية التعليمية في الجامعات الحكومية مقارنة بالجامعة الامريكية التي تأسست في مصر منذ 90 عاما وتقدم لطلابها طرقا جديدة للتعلم، ولم تنس الصحيفة الاشارة إلي ان الجامعة الامريكية التي تعد نموذجا مشرفا لكيفية التعليم الايجابي في مصر، هي جامعة خاصة لا يستطيع تحمل تكاليف الدراسة الباهظة بها سوي طبقة النخبة، والاثرياء، وحفنة من الطلاب الاذكياء الذين يتمكنون من تأمين منح دراسية لهم بتلك الجامعة لتفوقهم وتميزهم، وقد نقلت الصحيفة عن نبيل فهمي، عميد كلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية، أنه علي مدار التسع سنوات التي قضاها كسفير لمصر لدي واشنطن، تأكد له ان 40٪ من موظفي الإدارة العليا بالدولة هم من خريجي الجامعة الأمريكية. لا جديد فيما جاء بصحيفة نيويورك تايمز، فالدولة تدرك منذ سنوات أن العملية التعليمية في ازمة، وكثيرا ما اكد الرئيس مبارك في مناسبات كثيرة ضرورة الخروج من تلك الازمة، وشدد علي اهمية تطوير التعليم وتوفير الاعتمادات اللازمة لتحقيق جودة التعليم، ولم يغب عن الرئيس البعد الاجتماعي في عملية التعليم وحق الجميع في التعلم بالمراحل الاساسية والجامعية بالجامعات الحكومية في ظل الانفتاح الذي اعطي للتعليم الخاص سواء في المدارس الخاصة او الجامعات غير الحكومية التي يلتحق به من هم لديهم القدرة علي مصاريفها. ما اقصده ان الرئيس مبارك يضع مسألة النهوض بالتعليم علي رأس الاولويات، وبالتالي فالحزب الوطني يضع نفس القضية علي اجندته بشكل دائم، ويأتي دور الدولة بعد ذلك لمعالجة الخلل الواضح للجميع في منظومة العملية التعليمية سواء في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي او التعليم الجامعي، الخلل معروف اسبابه ويمكن علاجه واصلاحه، وانا شخصيا من المتفائلين بوجود د. احمد زكي بدر علي رأس وزارة التربية والتعليم بحكم ما اعرفه عن عقليته الممنهجة، وديناميكيته في الحركة والاداء، واصراره علي معالجة اية مشكلة من جذورها، وعدم الارتكان لعجز في الموارد لأنه يفكر دائما في ايجاد البديل. ما يجعلني متفائلا أكثر ويجعلني اشدد علي ان الامل موجود أن د. احمد زكي بدر يعمل في وقت واحد في اكثر من اتجاه، فهو لا يكتفي باصلاح الخلل البشري او المعماري الذي يسود المدارس، او تقويم بعض مظاهر الانحراف التي تؤثر بشكل سلبي علي هيبة المدرسة والمدرسين، واعادة حالة الانضباط المطلوبة،انما يعمل ايضا في اتجاه هام في نفس الوقت وهو في رأيي عصب التغيير الذي سيحس به الناس فيما بعد، واقصد مسألة تنقية المناهج من الحشو واللغو والثرثرة وروح الكراهية والتعصب والانغلاق الذي يشيع الافكار الفاسدة التي تهدم ولا تبني، ولنا في ذلك حديث آخر.