عاجزة عن تصريف مياه الأراضي الزراعية.. والحل العلمي محطة جديدة أكثر من 20 عاما مرت علي إنشائها.. تراكمت مشاكلها وتكررت أعطالها وأصبحت عاجزة عن القيام بمهمتها في تصريف المياه من الأراضي الزراعية الواقعة شمال محافظة الدقهلية الأمر الذي بات يهدد تلك الأراضي بالبوار. صرخات مزارعي المنطقة لم تتوقف من محطة الصرف الزراعي بقلابشو التي تخدم 57 ألف فدان بمنطقتي قلابشو وزيان. الكل يطالب بسرعة إصلاحها أو إيجاد بديل لها دون جدوي وأصبح تجمع المياه الجوفية بأراضيهم يحتاج لتدخل عاجل لحل المشكلة قبل تفاقمها. »الأخبار» رصدت المشكلة من علي أرض الواقع من خلال المزارعين والمسئولين فماذا قالوا؟ حمادة حمدون عطا الله »فلاح» يؤكد في البداية أن مناطق الاستصلاح في شمال محافظة الدقهلية والمعروفة بقلابشو وزيان هي الأمل في التنمية الزراعية لتلك المحافظة باعتبارها أرضا بكرا وتصلح للكثير من الزراعات. وأضاف أن أصحاب تلك الأراضي بذلوا جهودا مضنية علي مدار 40 عاما لتكون تلك الأراضي الرملية والجبلية علي الوضع الراهن حيث تنتج حاليا الكثير من الحاصلات الزراعية. وأشار إلي أن مشكلة الري كانت من أكبر المشاكل التي تواجه المنطقة لوجود تلك الأراضي في نهايات المحافظة حيث تلاصق أراضي محافظة كفر الشيخ. وبعد جهود كبيرة تقرر إقامة محطة الصرف لحل مشكلة الصرف الزراعي بالمنطقة وبدأ العمل في إنشائها بالفعل منذ أكثر من 20 عاما واعتقد الجميع أنها ستنهي للأبد مشكلة تجمع المياه الجوفية بالأراضي الأمر الذي يهددها بالبوار. وقال : للأسف منذ إنشاء المحطة وأعطالها كثيرة ولا تتوقف فكلما تم إصلاح عطل ظهر آخر ودخل المزارعون في المنطقة في حلقة مفرغة دون جدوي. ويضيف المزارع محمد عطيه موسي أن هناك مشاكل جوهرية في تنفيذ المحطة من الأساس الأمر الذي جعل أعطالها كثيرة ومتكررة بهذا الشكل . وأضاف: كلما ارتفع صوتنا بالشكوي من أعطال المحطة نستمع لوعود بسرعة الإصلاح وننزل علي أرض الواقع لا نجد شيئا وظل الأمر علي ما هو عليه . المزارع ناجح محمود طه أشار إلي أن المياه أصبحت مرتفعة بمعظم الأراضي في ظل عجز المحطة عن تصريفها حيث إن قدرة المحطة لا تزيد في الوقت الراهن علي 16 مترا مكعبا في الثانية كما أن المصرف المؤدي للترعة غير مبطن لذا فإن المحطة تسحب رمالاأثناء عملها مما أدي لتضاعف المشكلة. السيد حسن رئيس الجمعية المركزية لاستصلاح الأراضي بالدقهلية أكد أن جميع شكاوي المزارعين صحيحة فالمحطة التي زادت تكاليف إنشائها علي 50 مليون جنيه لم تؤد الغرض منها وقمنا برفع شكاوي المزارعين أكثر من مرة لكافة المسئولين حيث ان المنطقة في حاجة لمحطة تعمل بكفاءة عالية للحفاظ علي تلك الأراضي التي تمثل ثروة قومية ولابد من إيجاد حل عاجل للمشكلة إما بإصلاح المحطة ورفع كفاءتها أو بإنشاء محطة جديدة. المهندس إبراهيم زكريا مدير عام المراقبة العامة للتعاونيات بالمحافظة يشير إلي أهمية تلك المنطقة للإنتاج الزراعي في مصر مؤكدا أنها منطقة واعدة للغاية. وأضاف أنه من المعروف أن تلك المنطقة منطقة رملية لذا فإن المحطة عندما تعمل بكامل طاقتها تسحب معها الرمال وتكتم مراوحها لأن المصرف الواصل لها غير مبطن.. من هنا فإن وحدات المحطة الأربع ووحدات الطوارئ بها أيضا دائمة الأعطال ومنسوب التصريف الحالي يهدد الأراضي بالبوار بالفعل . وقال: لجأنا إلي مركز الاستشارات بكلية الهندسة الذي قام بمعاينة المحطة ووضع تصورا لإصلاحها لكن تكاليف الإصلاح وتغطية خط الطرد لها الواصل منها للبحر المتوسط بطول 2 كم والذي يشق مدينة المنصورة الجديدة مكلف للغاية لذا تجري حاليا دراسة إنشاء محطة بديلة من عدمه . النائب هشام الحصري وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب والذي قام بترتيب زيارة للجنة الزراعة والري بمجلس النواب مؤخرا للمحافظة وقامت بزيارة المحطة مؤخرا يشير إلي أن اختيار موقع المحطة من الأساس كان خاطئا حيث أقيمت علي موقع المحطة البدائية القديمة وكان ينبغي اختيار موقع ملائم قبل البدء في إنشاء تلك المحطة عام 1998 . وقال: قدرة تصريف المحطة الحالية لا تتعدي 16 مترا مكعبا / ثانية في حين أن المنطقة تحتاج إلي محطة تصل قدرة تصريفها الي 100 متر مكعب/ ثانية ما سيؤدي الي زيادة قدرة المحطة في تلبية الاحتياجات الحالية التي تصل الي 60 مترا مكعبا/ ثانية، وسد حاجة التوسعات المستقبلية في الزراعة، ومنع اختراق خط الصرف لمدينة المنصورة الجديدة. وأضاف أنه لايمكن الوقوع في الخطأ القديم باختيار موقع عشوائي للمحطة الجديدة المزمع إنشاؤها لكن سيقوم خبراء وفنيون مع عدد من المزارعين وأعضاء الجمعيات باختيار الموقع الجديد ليحقق الغرض من إنشاء المحطة بحل المشاكل القائمة لأبناء المنطقة والمناطق المجاورة بمحافظة كفر الشيخ. وهذا ما أكدته النائبة جواهر الشربيني عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب ورئيس جمعية العدالة لاستصلاح الأراضي مؤكدة بأن اللجنة ستبذل قصاري جهدها لسرعة إنشاء المحطة الجديدة وحل المشكلة من جذورها .