في بلد مثل مصر يعاني اكثر من نصف سكانه الفقر الشديد، كيف نضمن الفوز ببرلمان يمثل ارادة الشعب و يحمي مصالحه، كيف نضمن وصول الشرفاء الي عضوية هذا المجلس الذي سيحدد مصيرنا لسنوات طويلة قادمة. صحيح اننا تخلصنا من سطوة رجال الحزب الوطني، لكننا لم نتخلص من سطوة اصحاب المال الذين يتسابقون لشراء اصوات الغلابة. وفي التحقيق الصحفي الرائع الذي انفردت به الاخبار منذ اسبوعين والذي كتبه ببراعة زميلي الصحفي المتميز حازم بدر، قالها الفقراء صراحة: سنعطي اصواتنا لمن يملأ بطوننا، بعضهم قال ان مائة جنيه ترضيه، وبعضهم طلب اتنين كيلو لحم، وبعضهم قال انه لن يبيع صوته الا بعقد شقة تنتشله واسرته من الحياه وسط المقابر. الحقيقة ان الفقر وتر حساس يلعب عليه الانتهازيون سواء قبل الثورة ام بعدها، والمال لايزال صاحب الكلمة العليا التي قد تحسم الانتخابات القادمة. ولكن رغم قتامة الصورة فهناك دائما طاقة نور وسط الظلام، والنور هذه المرة اشرق من قلب الصعيد ففي محافظة قنا بدأ طلاب الجامعة مبادرة رائعة لتوعية المواطنين ومساعدتهم في التمييز بين المرشحين والاختيار بينهم علي اساس النزاهة والشرف. اصحاب هذه المبادرة يعملون من اجل مصر وهم الجديرون في رأيي بلقب شباب الثورة الذي يتصارع عليه الآن الطامعون والانتهازيون. اتمني ان تنتقل مبادرة هؤلاء الشباب لكل محافظات مصر.