مكة وبكة وأم القري.. شوقي لك وحنيني مايزال يلهب قلبي.. ما يزال دمعي يترقرق كلما رأيتك وكلما تذكرتك في كل لحظة أبعد فيها عنك.. أبتهل إلي الله أن أراك مرة أخري ولو لدقائق.. أقبل ثراك.. أن أقف أمام بيتك العتيق ألهج وأتضرع بالدعاء في أن يكتب لي ولكل من يهيم بك شوقا العودة مرة أخري والبقاء علي أرضك ولو لسويعات أو حتي لحظات قليلة.. إيه يا مكة.. كيف لا أعشقك وأنت بيت الله علي الأرض.. وبين أحضانك ولد وعاش سيد الخلق والمرسلين المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام.. وما من ملك من الملائكة بعثه الله تعالي إلي الأرض إلا وخرج من عند العرش محرما ملبيا لزيارة البيت.. لذلك نسيانك محال.. هناك ومنذ اللحظة الأولي تخرج الدموع من العيون نابعة من القلب نقية خالصة صافية لله عز وجل.. وهنا يفعل الجميع مثلما كان يفعل أبو حامد الغزالي عندما يرفع رأسه من السجدة الأخيرة في كل صلاة حيث يطيل القعود صامتا قبل التسليم »لكي يطول أنسه بالله».. الكل يفعل ذلك عقب كل صلاة أو كلما فرغوا من الطواف والسعي عند كل زيارة للكعبة الشريفة.. ما أجمل المشاهد تلك التي تلتقطها عيناك إذا ما جلست علي الدرج الرخامي وأرسلت بصرك في ساحة الحرم.. وقتها يمتلئ القلب خشوعا بفعل أعجب مشهد علي سطح الأرض.. مشهد دوران الطائفين حول الكعبة في حركة لا تتوقف قط علي مدار الزمن وأبد الدهر.. وكما يدور الكون كله بعضه حول بعض في حركة دائرية أبدية قدرها المولي عز وجل..يدور المؤمنون حول الكعبة.. فالكل هنا يطوف ويسعي ويلقي بنفسه في أمواج الإيمان ولا أحد يحس بنفسه أو يذكرها فالكل متجه إلي المولي عز وجل.. ومازال للحديث بقية..