جلست أمام التلفاز أشاهد أفواج الحجيج وهم يطوفون حول الكعبة المشرفة في بداية مناسك الحج.. شعرت برجفة شديدة تجتاح بدني ، وأخذت دموعي في الانهمار وغمرني حنين كبير لأداء فريضة الحج مرة أخري حيث إنني أديت الفريضة عام 2007.. وكنت قبلها بعامين أصبت بمرض عضال أقعدني عن الحركة وشلني من أن أخطو خطوات عادية كباقي البشر.. وفي عام 2007 سافرت إلي ألمانيا في شهر يونيو لإجراء عملية حقن الخلايا الجذعية وهي وهم فما زالت في دور التجريب.. وفي شهر يوليو هاتفتني شقيقتي الكبري تلومني أنني وعدتها بالسفر هذا العام لأداء فريضة الحج.. ولم أفكر في الأمر ، ولكن علي الفور أرسلت إليها رقم الصديقة الغالية فاطمة الشريف مديرة مكتب الدكتور علي المصيلحي وزير التأمينات والشئون الاجتماعية في ذلك الوقت ، لمساعدتها في الحصول علي تأشيرتين للحج للسفر لأداء الفريضة.. وبالفعل لبت فاطمة رجاءنا ودبرت لنا ما نحن في حاجة اليه.. وبعد عودتي لمصرنا الحبيبة أعددنا العدة وتوكلنا علي الله وسافرنا إلي الأراضي المقدسة.. ولا يمكن أن أصف مشاعر الغبطة والسعادة التي تملكتني أنا وشقيقتي ونحن ندلف إلي البقعة المقدسة ونطأ بأقدامنا الأراضي المشرفة في مكةالمكرمة التي وصفها نبي الله محمد عليه أفضل وأذكي الصلاة والسلام أنها أحب بلاد الله عز وجل إلي الله وأحب بلاد الله إلي نفسه.. وقد أصبح حلم أداء الفريضة واقعا ملموسا فنحن الآن أنا وشقيقتي ونحن نعبر من باب السلام إلي أطهر بقاع الأرض وإلي قدس الأقداس كعبة الله التي يرنو اليها كل المسلمين في أرجاء المعمورة.. نظرت إلي الكعبة ودموعي تنساب شوقا ورجاء للمولي عز وجل أن أتمكن من لمسها.. تقدمت إلي اول درجات السلم فأصبحت وكأني في صحن الكعبة.. صليت الظهر وظللت حتي المغرب وأنا لا أخفض عيني عن الكعبة شوقا ولهفة للمسها. عدت إلي الفندق الذي نقيم فيه ، كانت حجرتي تطل علي الكعبة وكنت أسهر طوال الليل أشاهد الحجيج وهم يؤدون الطواف والسعي بين الصفا والمروة.. وبعد أسبوع من إقامتنا في مكة اتجهنا شطر جبل عرفات حيث الركن الرئيسي للحج ، كنا سعداء مستبشرين وكأننا ذاهبون للقاء المولي عز وجل.. نبتهل ونرفع أكف الضراعة إلي السماء أن تمنحنا الدعم وتهبنا اليسر.. ونقرأ ما تيسر من القرآن حتي أشرقت المغرب علي الحلول.. ثم نبهت شقيقتي لاستكمال بقية الأركان سواء في المزدلفة أو مني أو في رمي الجمرات.. ثم قمنا بإجراء طواف الإفاضة في مكة المشرفة.. للسفر بعد هذا للمدينة المنورة والتي تضم أشرف خلق الله وولجنا إلي المسجد النبوي واقتربنا من الروضة المباركة وهو المكان الذي يصلي فيه نبي الله عليه الصلاة والسلام وشعرت أن الرسول حولنا.. أقمنا في المدينة ثلاثة أيام وتمنيت أن تدوم أكثر.. وخلال عودتنا للقاهرة تأكد لي أن هذه الفريضة تحتاج إلي قوة بدنية للاستمتاع بها.. يارب اكتبها لي وقدرني علي أدائها مرة أخري.