• أرسل القارئ طلعت ناجي، من السويس، يسأل عن: ما المقصود بشد المئزر الذي ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان؟ - أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عَائِشَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ، »إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ». فهذا الحديث يصف لنا حال النبي مع نفسه ومع أهله في العشر الأواخر من رمضان، حتي نتعلم منه ونقتدي به ونفوز برضوان الله تعالي في هذه الأيام المباركات. فمعني جَدّ وشَد المِئْزر، أي: اجتهد في العبادة زيادة علي عادته في غيره، وفي رواية الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ يَجْتَهِدُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا. ومعني شَد المِئْزر أيضًا: التشمير في العبادة، يقال: شددت لهذا الأمر مئزري، أي: تشمرت وتفرغت له، والمئزر هو الإزار المعروف، وشده كناية عن الاستعداد للعبادة، وإشارة للجد والاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان، فهي فرصة للتقرب إلي الله تعالي بالطاعة وبلوغ الدرجات العلي والحصول علي فضل وثواب ليلة القدر، فينبغي علينا أن نسارع إلي الله بالخيرات في هذه الأيام وأن نتنافس معًا بهمة عالية في اغتنام هذه الفرص.