لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك. بهذه الكلمات تعالت صيحات ضيوف الرحمن الذين توافدوا علي صعيد عرفات صباح أمس الأول يبتغون فضلا من الله ونعمة ويأملون أن يعودوا الي بلادهم وقد غفر الله لهم ذنوبهم ليعودوا الي بلادهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.. المشهد كان مهيبا اختلطت الأجناس والألوان وتوحد الجميع علي كلمة التوحيد جاءوا شعثا غبرا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات.. ارتدوا الملابس البيضاء تاركين رغد العيش وجلسوا علي تراب عرفات الطاهر يبتهلون في الدعاء.. سالت الدموع وذابت الأجناس وخشعت وتعانقت القلوب وفرجت الكروب ومحا الله الأوزار والذنوب.. رغم حرارة الجو التي بلغت 44 درجة مئوية تدفق الحجيج غير مبالين بضربات الشمس ..كان العرق يتصبب من الوجوه ..توجهوا الي مسجد نمرة؛ حيث صلوا الظهر والعصر ثم انطلقوا الي جبل الرحمة وجلسوا داخل الخيام يرفعون أكف الضراعة لله.. هذا اليوم توحدت فيه مشاعر الشعوب الإسلامية وكأنها ترسل رسالة الي الرؤساء والقادة بضرورة التوحد والاندماج تحت راية الإسلام وكلمة التوحيد حتي تتوحد كلمتهم وتستقيم أمورهم وتسعد شعوبهم ويستطيعوا الوقوف في وجه اعدائهم ..هذا المشهد الايماني هزني ووقفت اتأمل الحكمة الالهية من مناسك الحج من ركن الحج الاعظم ودعوة التوحيد ..اكثر من خمسة ملايين من ضيوف الرحمن وقفوا علي صعيد عرفات في مشهد يعجز القلم عن وصفه ..اللهم انصر الاسلام والمسلمين وأعل بفضلك يارب راية الحق والدين .. آمين