كل عام وأنتم بخير.. نستقبل اليوم عيد الأضحي المبارك الذي يحظي بمكانة خاصة لدي المسلمين لما يحمله من معان سامية تحث علي التضحية في سبيل مرضاة الله بكل غال ونفيس أسوة بسيدنا إبراهيم عليه السلام الذي رأي في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل فأخبره بما رأي فما كان من إسماعيل إلا أن قال له »يا أبت افعل ما تؤمر به.. ستجدني إن شاء الله من الصابرين«.. وقبل أن يهم سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبحه فداه الله سبحانه وتعالي بذبح عظيم »كبش« نزل عليه من السماء. وبالأمس وقف 4 ملايين حاج من جميع بقاع الأرض علي جبل عرفات يهللون ويكبرون ويدعون الله سبحانه تعالي أن يغفر ذنوبهم ويتقبل توبتهم.. قلوب المسلمين في جميع انحاء العالم كانت معهم.. تتابعهم علي شاشات التليفزيون وتشاركهم الدعوات بالرحمة والمغفرة. الحجاج المصريون لم ينسهم الدعاء لأنفسهم ولأسرهم وأصدقائهم أن يدعوا لمصر أن تجتاز هذه الأيام العصيبة التي تعيشها وأن تعبر بسلام ما يهددها من مخاطر الفرقة والانقسام والفتنة ليعود لها الأمن والاستقرار وتواصل برامجها للتنمية من أجل خير شعبها.. هذه الدعوات لم تنقطع طوال أداء الحجاج المصريين لمناسك الحج حسبما جاء في رسائل الزملاء الصحفيين من الأراضي المقدسة وربما كان اتفاق الحجاج المصريين علي تخصيص نصف ساعة عصر أمس في عرفات للدعاء الجماعي لمصر أن يحفظها الله ويكتب لشعبها الخير والسلام ما يؤكد استشعار الحجاج أن مصر في خطر حقيقي وتحتاج منا جميعا الدعاء أن يجنبها كل مكروه وأن نعلي مصلحتها فوق أي اعتبار ونقف بكل قوة ضد أية محاولات تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها. فلندعوا جميعا في هذه الأيام المباركة دعاء واحدا.. يارب احفظ مصر.