كل المؤشرات والتقارير الدولية المتخصصة والصادرة من جهات دولية لها قيمتها ومصداقيتها تقول إننا ربما مقبلون علي موجة جديدة من العمليات الإرهابية بالتوازي مع نمو متصاعد لتجارة المخدرات وتهريب الأسلحة في ضوء نهاية عمليات تصفية التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وبداية عمليات تفكيك تنظيمات مشابهة في مناطق أخري..كما أن هذه الحالة مرشحة للمزيد من السخونة علي وقع التهديدات بحروب دولية وإقليمية جديدة أو ظهور كيانات جديدة غير متوقعة مع ازدياد الاستفزازات الدولية الصادمة..وقد تمتد هذه التهديدات لتصل بؤرا ساخنة في إفريقيا وآسيا..بعض هذه التطورات من المتوقع أن تأتي وفق منطق »الذئاب المنفردة» وأخري نتيجة لعمليات التفكيك والترحيل الجارية حاليا لتلك المجتمعات من المتطرفين.. أما الأمر الذي بات واضحا فهو ازدياد خطر تجارة المخدرات وتهريب السلاح بسبب وقف التمويل الخارجي الذي كانت تقدمه بعض دول المنطقة والأجهزة الاستخباراتية الدولية للعديد من التنظيمات الأمر الذي دفع هذه التنظيمات إلي المزيد من الاستثمار في هذه المجالات لتعويض خسائرها.. وتشكل الحدود المصرية من أكثر نقاط الاستهداف تحديدا لتجارة المخدرات والأسلحة التي تديرها تلك التنظيمات ولعل كثافة حجم العمليات التي يتم كشفها في الأشهر القليلة الماضية ذات دلالة مهمة فالاتجار بالمخدرات له تاريخ طويل في سيرة هذه التنظيمات.. إن حالة عدم الاستقرار والصراعات والحروب التي شهدتها المناطق المحيطة بنا خلقت حالة من الفوضي وأضعفت المؤسسات الأمنية ومؤسسات المكافحة في دول الجوار ما أضعف دورها بل وأوقفها عن العمل في بعض هذه الدول لسنوات طويلة وفر بيئة ملائمة لتصدير أشكال جديدة من التهديدات.. يا سادة... نحن أمام مرحلة التعامل مع نفايات حروب الفوضي الإقليمية والتي يجب أن يستعد الجميع للتعامل الجدي معها وليس الأجهزة الأمنية والتي تؤدي دورها علي أكمل وجه فقط كما يتصور البعض في ظل ضعف التعاون الإقليمي، والتحدي الأكثر حرجا استمرار التعامل بأدوات تقليدية وذهنية تقليدية مع تهديدات غير تقليدية..