مقارنة بسيطة بين تفاصيل أحداث السفارة الاسرائيلية، وما استتبعها بمهاجمة مديرية أمن الجيزة، ثم السفارة السعودية وأحداث العباسية، واحداث مسرع البالون، وأخيرا احداث ماسبيرو التي راح ضحيتها 82 قتيلا، وعشرات الجرحي، سوف تتيح لنا كشف قواسم مشتركة بين جميع هذه الاحداث. سنجد أن كل تلك الاحداث تبدأ سلمية، مجرد هتافات ساخنة، ومتظاهرون يرفعون شعارات بمطالبات، وفجأة يظهر »اللهو الخفي« الذي يقلب المشهد، ويحوله من سلمي حضاري الي عنف وقتل.. هذا اللهو الخفي عبارة عن مجموعة من المدنيين المسلحين بالاسلحة النارية، والمولوتوف والاسلحة البيضاء، يهاجمون الطرفين: المتظاهرون من جهة، وقوات الشرطة أو قوات الجيش في الجهة الأخري.. بحيث يعتقد كل طرف أن الآخر هو الذي بدأ العنف، ولابد من الرد عليه. وفجأة يختفي اللهو الخفي، ويترك وراءه القتلي والحسرة والشك في كل الاطراف.. في المتظاهرين السلميين من جهة وفي جهاز الشرطة الذي يتم اظهاره علي انه لا يريد ان ينصلح حاله، وفي النهاية في المؤسسة العسكرية التي يتم ايضا اظهارها وكأنها في حالة عداء مع الشعب، ومع الاقباط كما حدث في أحداث ماسبيرو. اذن وببساطة استطيع ان اقول أن أمن مصر القومي مكشوف، ومستقبل هذا الوطن في خطر، وأي مظاهرة بسيطة يمكن، لمن يريد، أن يحولها الي مجزرة. تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي اصدره المجلس القومي لحقوق الانسان حول أحداث ماسبيرو فشل في تحديد اللهو الخفي الذي يهدد الأمن القومي !.