في الماضي كانت خريطة رمضان التليفزيونية لها مذاق خاص.. يترقب المشاهد صدورها للتعرف علي محتوياتها البرامجية والدرامية قبل حلول الشهر الكريم وكان الانفراد بنشرها سبقا صحفيا بكل المقاييس وقت ان كانت الخريطة التليفزيونية من الابواب الثابتة في كل الصحف والمجلات.. وكثيرا ما كان يتأخر الطبع بسببها وخاصة في المناسبات والاعياد.. وفي مثل هذه الايام من كل عام كان ماسبيرو أشبه بخلية نحل.. استديوهاته في حالة طواريء في سباق مع الزمن.. والعمل يتواصل ليلا ونهارا لسرعة الانتهاء من تصوير الاعمال الدرامية المدرجة علي خريطة العرض.. لدرجة أن نجوم هذه الاعمال كانوا يقيمون بصفة مستمرة داخل ماسبيرو وكأنهم في معسكر مغلق لا يغادرونه الا مع اقتراب نهاية رمضان.. وكانت الخريطة بحق أشبه بوجبة دسمة تحوي العديد من الاصناف الشهية التي تلبي كافة الاذواق والرغبات.. فكانت هناك الفوازير والبرامج الفكاهية والمسلسلات التاريخية والكوميدية.. وكانت معظمها - إن لم تكن كلها - تحظي بالمشاهدة لانها باختصار كانت تحمل علامة الجودة !! ولكن مع عصر الفضائيات وتعدد القنوات التليفزيونية اختلف الحال وأصبحت المنافسة لصالحها بعد توقف عجلة الانتاج داخل ماسبيرو.. وأصبحنا امام طوفان من الاعمال الدرامية التي تزدحم بها الشاشات وتحول دون متابعة معظمها رغم وجود اعمال تستحق بالفعل المشاهدة.. ولكن مع تناقص عدد المسلسلات عن العام الماضي بمقدار النصف تقريبا نتوقع رؤية دراما نظيفة خالية من العنف وسفك الدماء تغري المشاهد بالجلوس امامها وليس الانصراف عنها.. وكل عام وانتم بخير.