أعجبني إقدام بعض الأحزاب وللأسف عددها قليل جدا علي شن حملات موسعة لشرح التعديلات الدستورية وحث الشعب علي المشاركة وكم كانت سعادتي أن أجد إعلانات الطرق وقد تزينت بحملة لحزب مستقبل وطن بعنوان »اعمل الصح» وكذلك فعل أيضا حزب المصريين الأحرار وأتطلع لأن تحذو جميع الأحزاب هذا المنحي الصحي الديمقراطي فالنجاح الأكبر الذي ننتظره ليس فقط تمرير التعديلات التي اتفق الجميع تقريبا علي أهميتها وضرورتها لكن الأهم من ذلك تكتل الشعب للنزول والمشاركة في الاستفتاء لتوضيح الصورة الحقيقية أمام العالم بالتفاف الشعب حول حب الوطن. أمور إيجابية كثيرة شهدتها في تحرك أجهزة الدولة تجاه التعديلات الدستورية المقترحة أبرزها جلسات الحوار المجتمعي المثمرة التي أجراها مجلس النواب علي مدي 4 أيام خلال أسبوعين والتي كان من شأنها الإلمام بكافة مرئيات فئات الشعب حول التعديلات المقترحة ومقترحاتهم لتطويرها أو إبداء أية ملاحظة عليها ولعل جلسات الحوار المجتمعي سنة حميدة نرجو تعميمها في كافة مشروعات القوانين التي تهم الرأي العام وتؤثر علي جانب كبير من فئات المجتمع. أيضا حسنا تحركت وزارة التنمية المحلية بسرعة لنفي شائعات من شأنها المساس بشفافية أجهزة الدولة تجاه التعامل مع الاستفتاء علي التعديلات الدستورية حيث نفت الوزارة ما أثير بشأن عقوبات للمحلات التجارية التي تمتنع عن تعليق لافتات تأييد للتعديلات الدستورية وهذا أمر غير مقبول ولا هو منطقي في منهج مصر الجديدة التي تعلي حقوق المواطن وتضع التعليم والصحة في مقدمة أولياتها وهما عنصران من الأهمية بمكان لبناء الإنسان المصري. الوقت لايزال متاحًا أمام الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الأعمال والمستثمرين لأن تمارس دورها المطلوب والأساسي في تعريف رجل الشارع بماهية التعديلات خاصة وأن هناك تركيزا غريبا لا أعرف سببه علي المادة المتعلقة بمد فترة الرئاسة من أربعة أعوام إلي ستة أعوام.. علي هذه الجهات أن تنزل للشارع لتثبت بحق أنها أحزاب سياسية وليست نوادي للنخبة ولها أن تستعين بكوادرها من خبراء السياسة والاجتماع والاقتصاد والإعلام لشرح التعديلات برمتها للشعب حتي يعرف المواطن ماهية التعديلات وبالتالي يشارك عن رضا وقناعة. لاعتبارات المساحة لست بصدد سرد التعديلات المقترحة لكني لا أخفي تأييدي التام لمادة تعديل مدة الرئاسة فالرئيس عبد الفتاح السيسي أثبت وطنية خالصة حتي النخاع ووضع روحه علي كفه لتخليص البلاد من حكم الإخوان وبدأ معركتين في وقت واحد الأولي ضد الإرهاب البغيض الذي يستهدف الأخضر واليابس بل القضاء علي مفهوم الدولة الوطنية والمعركة الثانية هي التنمية في كافة المجالات وأبرزها مشروعات قومية عملاقة من شأنها أن تضع مصر في مصاف الدول المتقدمة وبالتالي علينا أن نعطي له المدة الكافية لاستكمال مشروعه التنموي الكبير والقضاء علي الإرهاب الأسود. ليس مهما أن نؤيد أو نعارض لكن الأهم أن ننزل نشارك فهذا أسمي معاني الوطنية وإعلاء لقيم الديمقراطية. حرف ساخن: دائما نقول القدوة ثم القدوة وهي مسئولية قوانا الناعمة بالأساس التي عليها إظهار عناصر القدوة في تاريخنا بإظهارها وتوثيقها.. الأمثلة كثيرة فتاريخنا زاخر بعناصر القدوة الحسنة لكني أخص بالذكر العالم المصري الكبير د.فاروق الباز الذي لم يجد غضاضة في حوار مفتوح بمكتبة الإسكندرية منذ أيام في أن يبث رسالة لشبابنا بأنه لم يستسلم في طريق تحقيق حلمه وواصل مسيرة النجاح رغم التحديات التي واجهته في بداية حياته، قال: واصلت طموحاتي للتقدم إلي وكالة ناسا للعمل في أبحاث عن القمر ولم تأت الاستجابة سريعا، وخلال ذلك الوقت عملت 4 أشهر »نقاش» في دهان الحوائط.