مصر تمر الآن بمرحلة في منتهي الحساسية والخطورة، وأي مواطن شريف ينتمي إليها انتماء حقيقيا، لن يتواني في الذود عنها، والتصدي لكل من يثير الفوضي في ربوعها، أو يقوم بتخريب مرافقها، أو يعتدي علي مؤسساتها، أو يقوض دعائم اقتصادها.. ولن يتردد في الوقوف بمنتهي الصلابة والقوة في وجه كل من تسول له نفسه التآمر عليها من خارج حدودها أو من داخلها. والذي يقترفه الآن بعض أبناء مصر، يدعو إلي الأسف والحيرة معا.. ويثير العديد من علامات الاستفهام والتعجب.. ويفتح الباب علي مصراعيه أمام العاملين في مكاتب بعض الفضائيات الأجنبية والعربية الموجودة في القاهرة، للانطلاق بمنتهي الهمة والنشاط للصيد في الماء العكر، وجمع أخبار حوادث الشغب والعبث بأمن مصر، وتسجيل الحوارات مع المأجورين، والأرزقية، والإنتهازيين، والمرتشين، والبلطجية الذين يقودون تلك الحوادث.. ويقدمونهم من خلال شاشات فضائياتهم بإعتبارهم مناضلين وثوارا!! رأيت بعيني علي شاشة »العربية« الفضائية السعودية، بلطجية وفتوات، يتحدثون بمنتهي الوقاحة والسفالة بعد ان قاموا باقتحام قسم شرطة روض الفرج، واعتدوا علي الضباط والجنود الموجودين داخله!! ورأيت أحد أمناء الشرطة الذين اعتصموا أمام وزارة الداخلية يتحدث عن شروطه، التي يريد من المجلس الأعلي للقوات المسلحة، والحكومة، ووزير الداخلية تحقيقها لكي يقنع زملاءه بفض الاضراب!! ورأيت محاميا، وهو يتحدث بلغة الفرسان المغاوير.. وهو يدافع عن زملائه الذين اقتحموا المحاكم وحطموا ما فيها، واعتدوا علي القضاة.. ويعلن بمنتهي التحدي أن الجمعية العمومية للمحامين قررت استمرار الاعتصام بجميع محاكم مصر!! أنا لا أريد أن أسأل لماذا كل هذه الفوضي المنظمة.. لكني أريد أن أعرف من الذي يدفع للذين يحركونها ويقودونها؟!!