وقعت الحكومة اليمنية واللواء المنشق علي محسن الاحمر أمس علي اتفاق لوقف اطلاق النار والافراج عن المختطفين خلال شهور من الاحتجاجات. وأوضح مسئول حكومي يمني أن لجنة محلية يرأسها عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس توسطت في هذا الاتفاق. ويأتي هذا الاعلان بعد ساعات من تقارير عن اطلاق قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "وابلا من الرصاص" علي آلاف المتظاهرين الذين حاولوا أمس التوجه إلي (حي القاع) بالعاصمة صنعاء الذي تسيطر عليه قوات الرئيس، ما أسفر عن مقتل متظاهرين اثنين واصابة اربعين اخرين. وقالت مصادر طبية وشهود عيان ان عشرات المتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس بصنعاء اصيبوا أيضا بحالات اختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع. وذكرت وكالة الانباء الفرنسية أن المتظاهرين رددوا هتافات ضد الرئيسين اليمني والسوري، منها : "زنقة زنقة، دار دار، لا علي ولا بشار". فيما أوضحت وكالة الاسوشيتد برس أن المتظاهرين ساروا في الشوارع المحيطة بميدان التغيير بالعاصمة وان تبادلا لاطلاق النار وقع بين قوات صالح وقوات موالية للواء علي محسن الاحمر التي تقف في صف المتظاهرين. في الوقت نفسه، ذكرت مصادر طبية ان خمسة أشخاص، بينهم طفل قتلوا واصيب سبعة اخرون خلال قصف ومواجهات بين مقاتلين قبليين مؤيدين للمعارضة وقوات الرئيس في مدينة تعز بجنوب البلاد واشار سكان إلي أن قوات النظام اطلقت قذائف هاون علي عشرات المنازل في احياء سكنية مختلفة من المدينة ما اثار هلع السكان وارغم المدارس علي اغلاق ابوابها. في تطور اخر، قال أطباء ومسئولون بالجيش اليمني ان طائرة عسكرية يمنية تحطمت لدي هبوطها في قاعدة بمحافظة لحج الجنوبية أمس مما أدي الي مقتل تسعة أشخاص هم ثمانية مهندسين سوريين ومهندس يمني. ورجح مسؤول أمني أن يكون سبب الحادث عطل فني. وعلي الصعيد السياسي، أكد التيار الرئيسي في المعارضة اليمنية (تحالف أحزاب اللقاء المشترك) أن أي حديث عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مع بقاء الرئيس اليمني في الحكم يتنافي مع الدستور وينسف المبادرة الخليجية ذبشان الازمة اليمنية- من اساسها. واشار التحالف إلي رفضها القاطع لأي تعديل في المبادرة الخليجية. وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي كشفت فيه تقارير عن أن "السلطة اليمنية" قدمت رؤية لسفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي في إطار ما سمته ب "التعامل الايجابي" مع قرار مجلس الامن بشان اليمن. وتتضمن الابقاء علي الرئيس اليمن في السلطة حتي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، علي أن يقوم نائب الرئيس بالتوقيع علي المبادرة الخليجية بعد الحوار والتوافق علي تعديلات فيها. في غضون ذلك، حذر مسئول لدي صندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن "اليمن علي شفا كارثة انسانية حقيقية" و"انه عرضة لخطر أن يصبح صومالا جديدا علي المستوي السياسي والانساني." واوضح ممثل (يونيسيف) في اليمن جيرت كابيليري أن صنعاء لديها بالفعل ثاني أعلي معدل سوء تغذية في العالم مما يؤثر علي نحو ثلث سكانها، مشيرا إلي أن أكثر من 50 في المائة من الاطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية.