عشنا وشفنا أن الأزهر الشريف منارة الاسلام بين الشعوب الاسلامية يقوم بتصنيف خلق الله ويبث الفرقة بين المصريين . فبدلا من أن تكون الآية الكريمة " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .." هي شعاره .. نسمع أن أمانة الدعوة الاسلامية اصدرت علي لسان الأمين العام فيها فتوي تحرم أي مصري من تزويج ابنته لأي من أعضاء الحزب الوطني المنحل لأنهم غير أمناء ومضيعون للأمانة ومن السهل عليهم أن يضيعوا أمانة الاسرة والزوجة .. السؤال هنا .. لماذا هذه الفتوي؟ .. ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ .. ثم هل كل من كان عضوا في الحزب المنحل خائنا لوطنه .. ياناس حرام عليكم تخوين البشر ، اتقوا الله في مصر ، ولاتشككوا بين المسلم والمسلم .. مال الازهر بحزب سياسي فاسد ضم بين اعضاين مواطنين صالحين ليسوا علي علم بفساد الحزب بل كانوا علي علم بقوته وما كان يذاع عنه من دعايات وتهويل علي انه حزب الأغلبية وأن الحكومة تابعة للحزب وليس الحزب هو التابع لها .. ثم يخرج علينا رئيس لجنة الدعوة الاسلامية بالازهر ليحرم الزواج من أعضاء الحزب أو المصاهرة بين أولادهم وبنات مصر .. .. أنا شخصيا لا أتصور أن نمنع التعامل مع كل من كان ينتمي للحزب الوطني المنحل ، لا الدين ولا الاخلاق ولا طبيعتنا كمسلمين ومصريين أن نفرق بين البشر والله حرام .. حرام أن يأتي مثل هذا الكلام علي لسان ائمة افاضل المفروض ان يخرجوا علينا بفتاوي تدعونا الي حب بعضنا للبعض أو كيف أن ننبذ الحقد والضغينة ، وننسج خيوط الترابط والمحبة بيننا ، كيف نتجه الي العمل والانتاج .. ويكون استقرار مصر هو هدفنا لنحصد ثمار ثورتنا .. - لكن أن يخرج علينا هذا الشيخ بفتواه ليصنع لنفسه شهرة علي حساب النظام السابق مع أننا لم نسمع له صوتا أيام النظام هل كان يخاف علي كرسيه .. مع انه كان يقرأ انتقادات اقلام الشرفاء وهي تهاجم النظام ورموزه أيام قوته وعنفوانه ومع ذلك لم يجرؤ مسئول من النظام علي مصادرة قلم أو إيداع صاحبه السجون .. فقد كان عادل حموده وابراهيم عيسي ووائل الابراشي وعبدالحليم قنديل وعبدالله الاسناوي وجمال فهمي من حملة الاقلام النارية التي هاجمت مبارك ورجاله وهم فوق كراسيهم وللحق لم يعتقلهم أحد .. فأين كان شيخنا من هؤلاء .. لماذا لم يخرج علينا بفتوة ضد فساد النظام والذي فاحت رائحته من سنين قبل أن يسقط؟ .. لماذا ظل صامتا هذه السنوات الي أن تأتي ثورة يقودها الشباب ليخرج عن صمته ويخلع عن نفسه رداء الخوف فتكون أول القصيدة كفر بتخوين الأبرياء الذين غرر بهم وانضموا للحزب الوطني للحفاظ علي مصالحهم ؟.. أنا أعرف عددا من رجال الأعمال الشرفاء انضموا للحزب الوطني لحماية استثماراتهم وانشطتهم التجارية .. فيهم من هو في رقبته اكثر من 03 ألف بيت .. ولأنه يخشي " خربشة " النظام ، حصل علي عضوية حزبه حتي يأمن شروره .. وعندما قامت ثورة 52 يناير ، رأينا رجال الاعمال. الشرفاء اول من أيدوا هذه الثورة ولأنهم لربهم ساجدون ولوطنهم مخلصون .. مدوا أيديهم وأفكارهم لتحقيق أهداف الثورة .. هل يعقل بعد ذلك أن نصف هؤلاء الشرفاء بالفلول ونتهمهم بخيانة الوطن لمجرد أنهم كانوا أعضاء في حزب عملت قياداته علي افساد الحياة السياسية في مصر.. - والله عيب علي شيخنا أن يخرج علينا بمثل هذه الفتوي وهو يعلم أن شيخ وأستاذ الاساتذه الرجل الفاضل الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر كان عضوا في هذا الحزب قبل توليه موقعه وقد كانت له مكانة ومهابة بين الأجلاء من العلماء داخل مصر وخارج مصر ، ولم نسمع أن أحدا من الأزهر اعترض علي عضويته في الحزب الوطني أيام ماكان رئيسا لجامعة الازهر .. لماذا لم يخرج علينا صاحب هذه الفتوي بفتوي تحرم وجود رجل فاضل مثل الدكتور الطيب رئيسا للجامعة وهو عضو في الحزب مع ان سلفه في رئاسة الجامعة العالم الفاضل الدكتور احمد عمر هاشم وهو أحد علماء الازهر كان ايضا عضوا في الحزب .. ومع ذلك تصدر فتوي تحرم عضويته .. - ثم ماذا يقول شيخنا صاحب فتوي التحريم عن رجل وطني مثل الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة فقد كان هو الآخر عضوا في لجنة السياسات بالحزب الوطني .. هل منعته العضوية كمواطن صالح في ان يكون رئيسا لحكومة الثورة .. هل نطبق عليه مثل هذه الفتوي؟ .. أقول ياناس حرام .. ليس معني ان تكون هناك رموز فاسدة من قيادات الحزب الوطني المنحل.. نتعامل مع بقية الاعضاء السابقين علي أنهم فاسدون .. عيب .. هذا التصنيف ليس في صالح مصر.