غطت صور جثة معمر القذافي الصفحات الأولي للصحف الأوروبية رغم ما فيها من مشاهد قد تؤثر علي القراء، وقد تفاوتت التعليقات بين الترحيب بقرب انتهاء الحرب في ذلك البلد، وبين التشفي بمقتل الزعيم المخلوع، وصولا إلي الحديث عن شخصيته المتناقضة التي تمزج زعيم العصابة بالشخصيات الكرتونية. ومن بين الصحف التي عرضت صور القذافي في بريطانيا برزت "ذا صن" التي كتبت تحت صورة جثته "هذا مقابل لوكربي" مضيفة أن القوات البريطانية يجب أن تشعر ب"الفخر الشديد" لأن وحداتها "قادت عملية الإطاحة بالطاغية" علي حد قولها.وأضافت الصحيفة "الانتقام لذيذ، فمهندس عملية لوكربي والمزوّد السابق للجيش الجمهوري الأيرلندي بالقنابل، والمسئول عن مقتل الشرطية البريطانية أيفون فلتشر، قتل مثل الجرذ بعد أن حوصر داخل أنبوب للصرف الصحي." واشارت الي انه "بعد ستة أشهر من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تخلص العالم من مجنون آخر". وفي صحيفة "اندبندنت" البريطانية كتب المراسل المتخصص في شئون الشرق الأوسط روبرت فيسك" عن اللقاء الذي جمعه مع القذافي قبل سنوات، فقال إن الرجل كان "مزيجاً من دون كورليوني زعيم مافيا في فيلم العراب وبين »بطوط« وهي شخصية كرتونية في قصص وأفلام والت ديزني. من جانبها، قالت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية إن مقتل القذافي يشير إلي "نجاح المهمة" في ليبيا بالنسبة لقوات حلف الأطلنطي ولكنها قالت إن علي المجلس الانتقالي الليبي بذل أقصي جهده لمنع انزلاق البلاد إلي الوضع الذي عاشه العراق خلال فترة ما بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.ومن ألمانيا، سألت صحيفة "دي فيلد" عن الطريقة الحقيقية التي قتل بها القذافي، وقالت إن المعلومات متضاربة للغاية حول ما إذا كان القذافي قد قتل في معركة أم إنه تعرض للإعدام علي يد مجموعة مسلحة.وركزت الصحيفة علي الخصائص الشخصية المتناقضة للقذافي الذي وصفته بأنه "سفاح وشاعر." وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنه كان من الأفضل اعتقال القذافي ومحاكمته علي الجرائم المنسوبة إليه، ولكنها قالت إن مقتله بالمقابل يحول دون تحوله إلي رمز يمكن أن تتحلق حوله القوي التابعة للنظام القديم والمعادية للمجلس الانتقالي الليبي. وخصصت الصحيفة افتتاحيتها لمقتل القذافي وكانت بعنوان "حصاد الربيع"، في إشارة إلي مسمي "الربيع العربي" الذي اصبح يطلق علي الثورات العربية في عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط.وأضافت الافتتاحية "ليس فقط شوارع طرابلس او مصراتة التي تحتفل بسقوط القذافي" مضيفة أن كل العالم يمكن أن يحتفل "برحيل الطاغية".وتري الصحيفة أن "نهاية القذافي العنيفة ستبعث رسالة قوية للطغاة الآخرين.وأضافت أن "بشار الاسد في سوريا وعلي عبد الله صالح في اليمن لا يمكن أن يظلا في وهم بأن العنف والقمع سيضمنان لهما إحكام قبضتهما علي السلطة".