غطت صور جثة العقيد الليبي معمر القذافي الصفحات الأولى للصحف الأوروبية الجمعة، رغم ما فيها من مشاهد قد تؤثر على القراء، وقد تفاوتت التعليقات بين الترحيب بقرب انتهاء الحرب في ذلك البلد، وبين التشفي بمقتل الزعيم المخلوع، وصولا إلى الحديث عن شخصية المتناقضة التي تمزج زعيم العصابة بالشخصيات الكرتونية. ومن بين الصحف التي عرضت صور القذافي في بريطانيا برزت "ذا صن" التي كتبت تحت صورة جثته "هذا مقابل لوكربي،" مضيفة أن القوات البريطانية يجب أن تشعر ب"الفخر الشديد،" لأن وحداتها "قادت عملية الإطاحة بالطاغية" على حد قولها. وأضافت الصحيفة: "الانتقام لذيذ، فمهندس عملية لوكربي والمزوّد السابق للجيش الجمهوري الأيرلندي بالقنابل، والمسؤول عن مقتل الشرطية البريطانية، أيفون فلتشر، قتل مثل الجرذ بعد أن حوصر داخل أنبوب للصرف الصحي." وتابعت الصحيفة بالقول: "بعد ستة أشهر من مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، تخلص العالم من مجنون آخر." من جانبها، قالت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إن مقتل القذافي يشير إلى "نجاح المهمة" في ليبيا بالنسبة لقوات حلف شمال الأطلسي، ولكنها قالت إن على المجلس الوطني الانتقالي الليبي بذل أقصى جهده لمنع انزلاق البلاد إلى الوضع الذي عاشه العراق خلال فترة ما بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين. ومن ألمانيا، سألت صحيفة "دي فيلد" عن الطريقة الحقيقية التي قتل فيها القذافي، وقالت إن المعلومات متضاربة للغاية حول ما إذا كان القذافي قد قتل في معركة أم إنه تعرض للإعدام على يد مجموعة مسلحة. وركزت الصحيفة على الخصائص الشخصية المتناقضة للقذافي، الذي وصفته بأنه "سفاح وشاعر." بدورها قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنه كان من الأفضل اعتقال القذافي ومحاكمته على الجرائم المنسوبة إليه، ولكنها قالت إن مقتله بالمقابل يحول دون تحوله إلى رمز يمكن أن تتحلق حوله القوى التابعة للنظام القديم والمعادية للمجلس الانتقالي الليبي. وفي صحيفة "اندبندنت البريطانية" كتب المراسل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، روبرت فيسك،" عن اللقاء الذي جمعه مع القذافي قبل سنوات، فقال إن الرجل كان "مزيجاً من دون كورليوني (زعيم مافيا في فيلم العراب) وبين دونالد داك (شخصية كارتونية.)"