كنت عائدا مساء من عيادة الطبيب وقبل نزولي للشارع تكهرب الجو فجأة وعلت الأصوات واتضح أنه شجار بالشارع الفرعي أسفل العيادة،فتريثت مكاني حتي تنقشع الغمة، وهدأت الأمور قليلا حتي خرجت للشارع العمومي لأفاجأ أن الهدوء لم يكن إلا بسبب انتقال العركة إلي الشارع العمومي ووجدت مالايقل عن عشرين صبيا من سائقي التوكتوك هم بلطجية المعركة وقد خلعوا فانلاتهم وبيد بعضهم سنج ومطاوي يبارزون بعضهم بها والبعض الآخر يحاول فض العركة متقمصين دور العقلاء.. فريق يتقمص دور عبده موته والألماني بدقائقهما وتفاصيلهما من حلقة الشعر إلي سلاسل الصدر وأنسيالات المعصم وعضلات البطون العجفاء،وكلهم صبية أكبرهم 14 سنة أوقفوا الشارع ومنعوا المرور به لخلاف بين اثنين منهم.. هذا الانتشار السرطاني لهذه المركبة منذ قرابة خمسة عشر عاما أراه جزءا من الفوضي الخلاقة قبل أن تبشر بها شمطاء السياسة الأمريكية كونداليزا رايس،فوضي غير خلاقة أوجدها رأس المال المتوغل في أروقة صناعة القرار وقتها،الذي حوله لوباء يقض مضاجع الناس وينشر الموبقات بيد أطفال لايحكم أحد مركباتهم وأخلاقهم المنفلتة..يقولون إنه فتح بيوتا كثيرة وهذا ظاهره فيه بعض الصحة وباطنه فيه كل العذاب،فما فتح باب بيت بواسطة صبي إلا كان علي حساب تعليم تسرب منه أو صنعة يدوية كان يتعلمها أو حرفة كان يمتهنها ولا تعطيه عائدا يوميا كبيرا،ناهيك عن ترويق المزاج بتعلم الإدمان وتهديد أمن السيدات والفتيات بالشوارع وخرق أي قواعد في وجود رجل مرور لايملك وسيلة لردع تكاتيكو،ولا نجني من ورائه سوي مصائب كثيرة يتسبب فيها. قالت لي مديرة تعليم عام إنها في زيارة لإحدي المدارس سألت التلاميذ عن آمالهم في المستقبل والوظيفة التي يتمنون أن يتقلدوها،وكانت الإجابات كالتالي:ضابط بالجيش ضابط بالشرطة طبيب مهندس سائق ميكروباص سائق توكتوك! هكذا لعب تكاتيكو بعقول التلاميذ وهم يرون زملاءهم وأترابهم يقودون التوكتوك ويكسبون المال ويسمعون منهم عن مغامراتهم مع الناس والكيف و»المزز» وعفوا في استخدام لفظ أحتقر استخدامه،لكنه يجسد أزمة آمال الأجيال الحالية في المستقبل لنصبح أمة كل مني أبنائها امتلاك توك توك أو قيادته،و»طز» في أي مستقبل آخر،فهل من أمل لعلاج أو تقنين أو ضبط موجة توك توك تكاتك تكاتيكو؟