في كل الاحداث الأخيرة التي شهدتها مصر.. نحاول الوصول الي الحقيقة.. ولكن الفشل يكون حليفنا.. ونستيقظ علي عبارة.. هناك مندسون وراء الاحداث.. وأن هذه الفئة أو تلك ليس لها طرف في الأحداث. وننظر إلي أحداث ماسبيرو الدامية الأخيرة.. كل طرف يرمي مسئوليته علي الآخر.. وينفي صلته بالاحداث الدموية.. ولكني أتساءل من المسئول؟ وماهي العناصر المندسة التي تحاول الوقيعة بين جناحي الأمة؟ ولماذا لا يتم الإعلان عن هويتهم.. أم أنهم في الأحداث يلبسون »طاقية الأخفاء« ليرتكبوا جرائمهم دون أن يراهم أحد.. مثلما كان يفعل عبد المنعم إبراهيم في فيلمه الشهير!! بعد أحداث ماسبيرو الدامية خرج علينا نجيب جبرائيل ليشكك في رواية المجلس العسكري وأنه لا وفيات بين جنود القوات المسلحة.. وفي نفس الجريدة خبر يقول تشييع جنازة أحد شهداء القوات المسلحة في الأحداث بقريته تحت حراسة مشددة وفي حضور قيادات المحافظة.. نصدق من يا جبرائيل.. حرام عليك التشكيك في كل شيء وأي شيء وأن ما تقوله هو الصدق.. وغير ذلك هو كذب وافتراء.!! بعد أحداث ماسبيرو الدامية.. خرج علينا بعض الإعلاميين بأن التليفزيون المصري هو المحرض الرئيسي علي الفتنة.. وأن اسامة هيكل وزير الإعلام مسئول مسئولية تامة عما حدث. ما هذا الافتراء.. لقد كانت الصورة التي يتم نقلها علي الهواء مباشرة قاسية جداً.. وموجعة في نفس الوقت.. في أن تري السيارات العسكرية والمدرعات وقد أضرمت فيها النيران.. بل وضرب الجنود بكل قسوة.. من كان يفعل هذا..؟ ومن المسئول..؟ هل هم من لابسي طاقية الاخفاء.. وهل كان اسامة هيكل هو المسئول عن حرق هذه المدرعات والسيارات.. أم أن الحقيقة في بعض الاحيان تؤلم.. اننا نريد الحقيقة والحقيقة فقط حتي ولو كنت انا شخصيا المسئول!!.. ولقد شاهدت إحدي الفتيات في برنامج حافظ الميرازي تشرح وتفند المسيرة.. وأن الجنود يتحملون كل الخطأ وأن المشاركين في المسيرة أبرياء.. أبرياء.. يا سلام ويا عزيزي أسامة.. لا تحزن!! بعض الإعلاميين أصبحت حياتهم الفضائيات.. يتنقلون من واحدة لاخري دون أن يغيروا ملابسهم.. في كل فضائية يشرحون.. ويحللون ويقترحون.. نفس الكلام.. نفس الحوار.. نفس المنطق.. انهم يذكرونني بالدكتور استاذ الاقتصاد الذي كان من أبواق الدعاية للحزب الوطني وللجنة السياسات.. نجده في كل الفضائيات يشرح ويحلل بأن بيع شركات القطاع العام هو السبيل الوحيد لانقاذ الاقتصاد المصري وما تقوم به لجنة السياسات ما هو إلا الصحيح؟ وبعد الثورة أين أنت يا دكتور.. وبالمناسبة ايضاً أين أنت يا دكتور..... وأين الكاتب الصحفي لسان حال لجنة السياسات.. ومن هم علي شاكلتهم؟ قبل مباراة الزمالك في نهائي كأس مصر روج الإعلام الرياضي بأن الكأس زملكاوية.. وعليه ان يستعد لاقامة الأفراح والليالي الملاح ولكن كان لدي قناعة شخصية بأن الكأس لأنبي.. لان ذلك الموقف يذكرني بالمباراة الفاصلة والتي اقيمت في السودان بين مصر والجزائر في كأس العالم الماضية والترويج بأن مصر فائزة لا محالة. وأقيمت الأفراح قبل بداية المباراة وروج لهذا الحزب الوطني وذهب إلي السودان بالطائرات تحمل الفنانين لزوم الدعاية.. وكانت النتيجة قاسية وكادت ان تؤدي إلي حرب بين مصر والجزائر ولكن الله سلم!! قبل الختام: خائف علي مصر من إيران أخري.. وعلي الدوري المصري من انفلات الاعصاب.. وعلي الشعب المصري من المندسين.. وعلي نفسي من الشيطان الرجيم!