كل من زار برلين يعلم تمام العلم نقطة تشارلي الحدودية التي كانت آخر نقطة تفصل بين الألمانيتين: الشرقية والغربية قبل الاتحاد . الألمان لم يتركوا شاردة ولا واردة ، لها علاقة باندماج الألمانيتين إلا وصنعوه ، ستجد صورا تاريخية ، ومعارض ، وبقايا للسور الذي تهدم ، وعليه بقايا الرسومات ، ويمكنك أن تشتري قطعة ، ستجد البوسترات ، والسيارة " التربانتا " التي كانت سيارة ألمانياالشرقية الوحيدة ، ستجد أيضا من يعطيك إذن المرور وهو يرتدي زي ضابط الجوزات في الجانب الشرقي . ستجد نفسك سعيدا وأنت تدفع عن طيب خاطر عشرات بل مئات اليوروهات وانت تجلس في مطعم مواجه للسور ولبقاياه، أو أمام بوابة نورنبرج . أنا هنا أتحدث في موضوع محدد يتعلق بامكانية تسويق الثورة المصرية ، وميدان التحرير علي غرار ماحدث في توحد الألمانيتين ، وانهيار سور برلين ،باعادة تنسيق الميدان ، باسلوب يسمح بوجود حافلات سياحية ، وبازارات تبيع كل ما له علاقة بالحدث الذي يحظي باحترام العالم كله ، إضافة الي الميدان نفسه الذي أصبح علامة مسجلة في العالم باعتباره رمزا للثورات الحضارية . لماذا لا نحول مثلا بقايا مقر الحزب الوطني الي متحف يؤرخ للثورة ، ومنه ينزل السائح الي الميدان يلتقط صورا ويجلس ليأكل ويشرب ، وينفق في إقتناء التذكارات الخاصة بالثورة المصرية . كفانا عواطف ، وتعالوا نفكر مرة بالعقل في مصالحنا ، فهل يأتي اليوم الذي أري فيه شيئا يؤرخ لمعركة الجمل في ميدان التحرير علي غرارنقطة تشارلي في برلين ؟!.