«يا شعوب العالم انظروا لهذه المدينة واعرفوا أنه لن يتم التضحية بالمواطنين، يا شعب برلين سوف ننتصر في هذا النضال».. هي كلمات عمدة برلينالغربية في 12 مايو 1946 بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما يسجله الألمان في أذهانهم بشكل جيد ويرونه بفخر وحماس يشعل لمعة العيون، هذا كلما مروا بإحدي المناطق القديمة التي يستعيدون من خلالها فترة تاريخية صعبة، مثلما يمرون من مطار «تمبولوف» والذي اقترح البعض استخدامه كمنطقة صناعية لاتساع مساحته التي تصل إلي 636 هكتارا في وسط برلين ولكنهم جعلوه حديقة عامة. ليحتفظ بذكرياته في هدوء.. وبعد نهاية الحرب العالمية 1945 أصبح «تمبولوف» رمزا للحرية، ويذكر أن هذا المطار شهد أول جسر جوي لمساعدة برلينالغربية في 26 يونيو 1946 وهبطت فيه أول طائرتين، أيضا تمر بعد مطار «تمبلوف» بجسر «أوبريوم» والذي كان آخر أمر عسكري في حياة هتلر هو نفسه في 23 أبريل 1945. وأعادوا بناءه ويعتبر من أجمل أماكن برلين، ويعتبرونه «علامة مسجلة» لبرلين في الأفلام السينمائية ومصنوع من «الطوب الأحمر»، ويشهد الجسر معركة «رمزية» كل عام بين الألمان الشرقيين والغربيين من خلال رش المياه علي سبيل التسلية ليس إلا «وبالطبع لا تحمل ثقافتهم أن رش الميه عداوة» أما أحد أهم المعالم الألمانية فهو «جدار برلين» والذي تروي عنه قصص إنسانية خالصة تمتزج فيها العبارات بالألم والحزن والفرح منها نزوح ملايين الأسر والأفراد من ألمانياالشرقية إلي ألمانياالغربية بعدما قسم جدار الدولة لنصفين وقد احتفظ الألمان بالجدار أيضا وجعلوا جزءا منه مكانا ليرسم الفنانون لوحاتهم عليه وباقي أجزائه المهدمة والأخري كما هي بنفس ملامحه القديمة، ويروي الألمان بعض الروايات عن هروب هذه الأسر منها استخدام المنطاد الهوائي في الهروب وفقدان البعض لعائلهم أو ابنهم بعد خروجه من ألمانياالشرقية وعدم عودته حتي اليوم.. وقد كان السور يعلوه سلكا شائكا وكل من حاول الاقتراب يتم حبسه أو الضرب في المليان فيه وفي خلفيته النهرولهذا كان يغرق البعض في هذا النهر. أيضا تستطيع الصعود لأحد الأبراج في ألمانيا لمشاهدة جدار برلين كاملا وهو يبلغ من الطول كيلومترا و300 ألف أيضا هناك الجرس المعلق في دار بلدية «شويبزج» والذي أقيم كرمز للصداقة الجديدة بين ألمانيا ودول المحور تم صكه علي غرار جرس فيلادلفيا. تفصل ألمانيا بين الدين والسياسة وتحترم حرية العقيدة وفي مقدمة دستورهم «دباجة» كدعاء إلي الله لا يكتبون خلاله من يقصدون «المسيحية، الإسلام...»، وتتميز برلين بتعدد الثقافات داخلها خاصة «حي الأتراك» وداخله سوق كبير يعمل يومين فقط في الأسبوع يحوي منتجات ألمانية وعربية وتركية وتحمل بعض المحلات داخله لافتات عربية، بينما يأتي المعمار في ألمانياالشرقية مميزا، وينتشر فيه الأسلوب الاستاليني القائم علي المباني الشاسعة البيضاء وغير المزخرفة وإذا مررت من شارع «ستالين» رغما عنك ستجد نصبا يشرح لك مكان الانتفاضة العمالية الأولي عام 1953 تحديدا 17 يوليو وهي المبادرة التي أطلقها العمال واشترك فيها جميع فئات الشعب محتجين علي الحكومة مطالبين بزيادة أجورهم وانضم لهم المثقفون وتم قمعها من خلال الدبابات السوفيتية. تحمل ألمانيا طابعا أوروبيا مختلفا يعتمد علي تاريخ قد تشعر أحيانا اعتزازهم به وأحيانا أخري ينتبهون لعدم الحديث عنه خاصة مرحلة «هتلر» وبالمناسبة لا يحاولون ذكر اسمه كثيرا ويعتبرونه «خزيا» لهم لأن العالم يتحدث عنه وهو ما يضايقهم ولهذا تجدهم شعبا يفضل الأمن والاطمئنان ويكره الحرب، ويعشق العمل والتعليم وتبلغ نسبة الإناث من المتخرجين الحاصلين علي الشهادة الثانوية 56% وتصل نسبة النساء من مبتدئي الدراسة الجامعية 50% كما أن 42% من شهادات الدكتوراة تكون من نصيب السيدات وتزداد أعداد النساء اللاتي ينخرطن في الحياة العملية وألمانيا هي الدولة الأكبر في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان والذي يصل إلي 82 مليون نسمة سدسهم تقريبا شرق البلاد وتعيش الأقليات القومية بشكل أساسي في شمال وشرق ألمانيا ويتواجد أعداد كبيرة جدا من الاتراك داخلها يصل إلي 5 ملايين تركي. وتعرف نفسها دائما ب «بلد الكتاب» من خلال ما يقرب من 95000 كتاب جديد وإصدار كل عام، ومن أهم الشخصيات الثقافية الألمانية يوهان جوتة الشاعر والمعلم (1749 - 1832) وهو أبوالكلاسيكية في ألمانيا أيضا رائد الرومانسية لودفيخ فان بيتهوفن (1770 - 1827) المعني بالموسيقي ويهتم الألمان بالمسرح فهو نشاط متجدد بالنسبة لهم دائما وأثناء مرورنا نجدهم يقفون طابورا طويلا دون أي فوضي لدخول المسرحية.