الكذبة لن تتحول لحقيقة مهما لوكتها ألسنة الكاذبين، مهما زاد عددهم هي كذبة، مهما روجوا لها هي كذبة، مهما اختلفت طريقة إلقائها هي كذبة، ولو مر ألف عام علي الحديث عنها ستظل كذبة، القاتل لن يتحول لمجني عليه مهما أجاد التمثيل ومهما لعب علي دغدغة المشاعر والقلوب، أحمد السقا وكريم عبد العزيز سيظلان أقدر منه علي إجادة مشاهد التراجيديا، وبدرية طلبة ستظل أقدر منه علي إجادة الكوميديا، وإسماعيل يس سيظل أشجع منه في مشهد نهاية الفيلم الهندي الذي يؤديه، الحقيقة أن الجيل الجديد من جماعة الإخوان الإرهابية جيل بائس جداً، جيل عقيدته رخوة وإيمانه ضعيف جداً بما يفعل، كان أساتذهم من الجيل الأول في الإرهاب عندما يقعون في قبضة العدالة يتفاخرون بما صنعوا ولا يتبرأون منه أبداً، كانوا يتباهون بقتل الشخصية الفلانية والشخصية العلانية ولا ينكرونه في جميع مراحل التحقيق ويعتبرون التبرأ من الفعل جُبن شديد لا يليق بمن يؤمن أنه مجاهد في سبيل الله، كانوا يستعجلون لقاء الحور العين فلا يحاول دفاعهم نفي ما قاموا به ولا هم يحاولون تحريف الكلم عن مواضعه، ثم جاء الجيل التالي مراوغاً بعض الشيء لكن دون إصرار علي النكران في النهاية، أما الآن فنحن أمام جيل جبان يفعل وينكر تماماً، يعترف ووقت الجد يتحامي في المظلومية علها تنقذه من عقوبة قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، جيل يري في السيطرة علي السوشيال ميديا ملاذه، ويري في تقليب الرأي العام فرصة لتحريك آخر قطعة علي رقعة الشطرنج قبل مغادرة الدنيا، الجيل الجديد من الجماعة الإرهابية ليسوا كأسلافهم، هم لا يرون في النفي جُبناً شديداً بل يرونه وسيلة ممتازة لشحن نفسية الجمهور وترسيخ لفكرة أن الظلم ضرب طول البلاد وعرضها مراهنين علي أن الاستمرار في شحن الناس سيأتي بالنتائج المرجوة ذات يوم، هو الفكر الميكيافلي الذي جعلهم يقنعون أنفسهم أن وسيلة الجبن غاية للبلبة المنشودة، حضورهم طاغٍ علي السوشيال ميديا من خلال صفحات تقدم منشورات عادية في الأيام العادية ومع تنفيذ القصاص في القتلة منهم تزيح الستار عن وجهها وتنصب سرادقات العويل والولولة عليهم وللأسف هناك عقول مغيبة تتبعهم كالقطيع، مستوي مذهل من إجادة قلب الحقائق والترويج لفكرة أن كل التحريات والتحقيقات التي استغرقت سنوات والاعترافات المسجلة صوتا وصورة والأسانيد التي ارتكز عليها القضاء في حكمه كلها كذب في كذب، من أنتم؟، حسن البنا وسيد قطب منكم براء يا جيل جبان لا يتفاخر بعملياته الإرهابية، يا جيل يفعل ولا يعلن مسئوليته عن الحادث، يا جيل يعترف اليوم وينكر غدا حتي وضع نفسه في نفس الخانة مع حرامية الغسيل الذين يقطعون الحبل وعند الإمساك بهم يحلفون بالله العظيم تلاتة أن الحبل كان دايب أصلا وسقط عليهم من تلقاء نفسه !!، تقول الحكمة إذا فقدت الإخلاص لأفكارك عليك أن تتخلي عنها فوراً، والآن يتضح جلياً أن هذا الجيل فقد الإخلاص لأفكاره وجدير به الآن سرقة الغسيل، فهي أشرف ألف مرة مما يفعلون..