تعرضت حكومة د. عصام شرف أمس لاخطر أزمة وزارية هددت بالاطاحة بها بعد استقالة فجائية مسببة تقدم بها د. حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية ووزير المالية احتجاجا علي إدارة الحكومة للأزمة خلال أحداث ماسبيرو مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلي والمصابين.. لكن المجلس الأعلي للقوات المسلحة رفض الاستقالة وأقنع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة الدكتور الببلاوي بالاستمرار في عمله. من ناحية اخري أعلن د.عصام شرف رئيس الوزراء أن الحكومة في مثل هذه الظروف تضع استقالتها تحت تصرف المجلس الأعلي للقوات المسلحة لكنه نفي أن تكون الحكومة قد قدمت استقالتها فعلا مؤكدا أن وضع الاستقالة تحت تصرف المجلس العسكري اجراء متبع في مثل هذه الظروف جاء ذلك تعقيبا علي استقالة د.الببلاوي خلال المؤتمرا الصحفي الذي عقده مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه. جاء في نص استقالة د. الببلاوي أن ما حدث من أخطاء تتحمل مسئوليتها الحكومة.. بينما ترددت أنباء عن أنه من أسباب الاستقالة أيضا الاختلاف حول أموال التأمينات ومصيرها حيث طلب د. الببلاوي من شرف أكثر من مرة حسم هذا الأمر والوصول إلي الحقيقة دون جدوي. وكان د. الببلاوي قد حضر إلي مكتبه صباح أمس وأمضي حوالي ساعة ترك بعدها استقالته في مكتب د.عصام شرف وغادر مقر مجلس الوزراء. يذكر أن د.الببلاوي قام مؤخرا باستدعاء ممتاز السعيد رئيس قطاع مكتب الوزير السابق من المعاش واصدر قرارا بتعيينه نائبا لوزير المالية.. ويعد السعيد من أكفأ العناصر الفنية في وزارة المالية حيث رأس من قبل قطاع الموازنة وكان يعتبره الكثيرون دينامو الوزارة. وصرح ممتاز السعيد نائب وزير المالية ل»الأخبار« أن الببلاوي يواصل ممارسة مهامه بشكل طبيعي.. وقال إن هناك ملفات مهمة يعكف الببلاوي علي دراستها حاليا في مقدمتها البحث عن تمويل عاجل لعجز الموازنة الذي يصل إلي 431 مليار جنيه. وحول الدعم العربي لمصر لتجاوز الأزمة التي تمر بها حاليا قال السعيد لقد حصلت مصر بالفعل علي 005 مليون دولار منحة من السعودية و005 مليون أخري من قطر. كما يجري حاليا انهاء اجراءات الحصول علي قرض ميسر من صندوق ابوظبي للانماء الاقتصادي بقيمة 005 مليون دولار. وكان الوزراء المشاركون في اجتماع عقد برئاسة د. علي السلمي نائب رئيس الوزراء أمس قد فوجئوا برسائل ترد علي اجهزة الموبايل الخاصة بهم تتحدث عن تقدم حكومة شرف باستقالتها للمجلس العسكري، وراح الوزراء، مثلهم مثل الاعلاميين يحاولون التأكد من صدق الخبر من عدمه، خاصة أن الدكتور عصام شرف كان في لقاء مع علي عثمان طه النائب الأول لرئيس الجمهورية السوداني، وتبين أن الحديث ورد علي لسان رئيس الوزراء، ولكن في وقت لاحق نفت امانة مجلس الوزراء الخبر، وأكدت استمرار الحكومة لحين اشعار آخر.