خمسة عشر عاماً هي المسافة التي تفصلنا عن طرح فيلم الباشا تلميذ، استمتعنا وقتها بمغامرة بسيوني بسيوني التي عرف من خلالها إنجي وكانت قصة حبهما رغم ظروف مطاردته » للأسرة مع بعضشينا «، اختفي بعدها هذا الديو اللطيف وافتقدناه كثيراً علي مدارعقد ونصف وضع فيهم الزمن توقيعه علي وجهيهما بشكل صادم لا تخطئه أي عين رأت ظهورهما في أول مشاهد فيلمهما المطروح في السينمات حالياً « نادي الرجال السري «، مع أول مشهد في الفيلم ساقتني صدمة تغير ملامح كريم وغادة للتفكير في سرعة مرور سنين عمرنا ونحن لانشعر، وقبل أن أدخل في مود الحسرة والشجن الذي وصفه بدقة العظيم الراحل سيد حجاب في قوله « متسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا « تعالت ضحكاتي ونسيت الفكرة برمتها، لأن نادي الرجال السري يحمل من اللحظة الأولي جرعة كوميدية من الطراز الفاخر جداً، تدور أحداث الفيلم حول ناد سري أعضاؤه رجال فقط قائم علي منظومة كاملة متكاملة لتغطية الخيانة الزوجية مهما كان حجم متابعة الزوجة لخط سيرزوجها، منظومة مبهرة بقيادة «حيرم « مدير النادي الذي يتدخل في أي وقت مستعيناً بفريق بشري وغرفة عمليات مجهزة بأحدث التقنيات لإنقاذ أي زوج أوشكت زوجته أو صديقته علي إكتشاف خيانته، ورغم جرعة الكوميديا غير الطبيعية أختلف كثيراً مع الرسالة التي يحملها الفيلم، إذ إن المشاهد الجادة فيه تُحمل الزوجة مسئولية خيانة زوجها لأنها حتي لو حافظت علي شكلها وجسمها بعد الزواج تتغير وتنطفئ روحها وتفقد الثقة في نفسها وتتحول من حبيبة وصديقة لأم تشخط وتنطر وتراقب حد الإختناق، هي وجهة نظر أحادية وغير منصفة، فلا يوجد مبرر مقبول للخيانة، وبغض النظر عن هذا، الإنصاف يلزمنا أن نعترف بأن التغيير بعد الزواج يطرأ علي الطرفين وليس علي الزوجة فقط، يطرأ علي أرواحهما أوأجسادهما أو أسلوب حياتهما أو كل ما سبق، بعد هذا التغيير يكون الرهان علي مساحة الاستيعاب والتفهم واحتواء كل طرف للآخر وهي مساحة تتناسب طردياً مع استقامة الحياة الزوجية وتجاوز كل ما يعكر صفوها ويهددها، نادي الرجال السري موجود لأن الرجل خلق بفطرته يميل لوجود مثني وثلاث ورباع في حياته ولن يتردد لو استطاع، هوة كدة، خلقته كدة، مولود كدة، ولو سلمنا بما ساقه الفيلم من تحميل الزوجة مسئولية خيانة زوجها لأنها مقصرة أو تغيرت فالشجاعة تقتضي أن يواجهها الزوج بموطن التقصير ويحاول إصلاحه معها، ولو فشل يمكنه الزواج عليها أو الانفصال لكن لحسابات تتعلق بالبيت والأولاد وتوفير وجع الدماغ يميل السواد الأعظم منهم لإختصار كل هذا بالانضمام لأعضاء لنادي الرجال السري، خلاصة الكلام أوجهها لكل الزوجات، حاسبوا أنفسكن لكن لا تجلدنها، فحلم تشميع نادي الرجال السري هو حلم مستحيل حتي لو أشعلتن العشر أصابع شمع للزوج، ولو حدث ووحدتن الجهود وتمكنتن من حرق مقر النادي بوسط البلد، ففرع شارع التسعين موجود وهناك فروع أخري أكثر سرية، دي الفطرة يا حبيبتي..الفطرة.